خصصت وزارة الصحة للسنة الجارية ميزانية قدرها مليار و500 مليون سنتيم لمكافحة الالتهابات الكبدية الفيروسية وعلى رأسها فئتا "ب" و"س" الوبائتان، استنادا لتصريح الوزير عمار تو أمس لدى إشرافه على الندوة التي نظمت تحضيرا لإحياء اليوم العالمي لمكافحة مرض التهاب الكبد الحاد المصادف ل19 ماي من كل سنة، مشددا على لامركزية العلاج وضرورة تطوير التكفل الجدي والجيد بالمرضى. وأوضح المختصون أمس لدى عرضهم للحالة الوبائية للالتهابات الكبدية الحادة أن الوضع متحكم فيه بالوطن خاصة ما تعلق بالالتهاب الفيروسي من نوع "ب" الذي أدرج اللقاح ضده في الرزنامة الوطنية للتلقيحات منذ جانفي 2003، مشيرين إلى أن أهم طرق انتقال هذا الفيروس هي العلاقات الجنسية أو العدوى من الأم إلى الجنين، ولذلك شددوا على سبل الوقاية واحترام التلقيحات لاسيما وأن معدل الإصابة بهذا الفيروس بالجزائر في 2007 وصل إلى4.1 إصابة لكل 100 ألف ساكن، مع العلم أنه يصيب 170 مليون شخص في العالم. أما بالنسبة لالتهاب الكبد الفيروسي من نوع "س" المسبب لسرطانات الكبد القاتلة، فإن معدل الإصابة الوطنية به قدر ب2.5 حالة لكل 100 ألف ساكن، وتقدر منظمة الصحة العالمية عدد المصابين به على المستوى العالمي ب300 مليون مصاب مزمن بهذا الفيروس شديد العدوى. ولاحظ المختصون في دراساتهم أن الفيروس الكبدي "س" يصيب أكثر الفئة العمرية ما بين 30 و40 سنة والنساء أكثر من الرجال، أما النوع "ب" من الفيروس فيصيب فئة عمرية شابة ناشطة جنسيا كون الإصابة به تكون في أكثرية الحالات عن طريق الجنس، ما يفسر إصابة 65.4 من الرجال و34.6 من النساء من مجموع المرضى بالوطن. وقد وضعت وزارة الصحة في 2005 برنامجا وطنيا لمكافحة الالتهابات الكبدية الفيروسية "ب" و"س"، تمّ من خلاله تدعيم آليات مراقبة انتشار المرض عن طريق الإعلان الإجباري عن كل حالة مرضية عبر القطر الوطني وكذا وضع سجل للمراقبة الوبائية لمصدر الفيروس ومدى انتشاره، إضافة إلى التقليص ب50 من تنقل الالتهاب الكبدي من نوع "ب" و"س" وحتى فيروس السيدا من عمليات نقل الدم عن طريق المراقبة الصارمة ناهيك عن تطوير الإعلام والوقاية فيما يخص عمليات الوشم والثقب التي تمثل لوحدها 24 من طرق عدوى الفيروس "س" القاتل، فيما تبقى عيادات طب الأسنان في مقدمة بؤر انتشار هذا الفيروس ب63.5 من مجموع الإصابات.