تعد تربية الصقور من أكثر الهوايات الشعبية التي مارسها العرب قديما، وإن كانت تعرف انتشارا كبيرا ببعض الدول العربية على غرار دول الخليج، نجدها تكاد تختفي بدول المغرب العربي، الشاب كمال غاني من ولاية بوسعادة، قرر إنشاء جمعية تعمل على حماية هذه الأخيرة. التقت «المساء» الشاب كمال في معرض أقيم مؤخرا بالعاصمة، حيث لقيت الهواية التي يمارسها توافد أعداد كبيرة من الفضوليين من فئة الشباب والأطفال لاكتشاف ماهيتها، والاستفسار عن قواعدها. وعن سر اهتمام كمال بهذه الهواية قال «تعد ولاية بوسعادة واحدة من الولايات المعروفة بهواية الصيد، حيث كان أجدادنا يربون مختلف أنواع الطيور الجارحة لصيد الطرائد على غرار الأرانب، والحجلة، غير أن هذه الهواية تراجعت في الآونة الأخير بعد أن تركها أجدادنا، وانصرفوا للاهتمام بهواية أخرى وهي تربية كلب السلوڤي، الذي مازالوا يعتمدون عليه في حراسة الأغنام كما يرافقهم أيضا عند الارتحال من مكان لآخر». وأردف قائلا «أنا صياد، وابن صياد، مارست هذه الهواية منذ الصغر، وبحكم إنّي تربيت عليها أرغب في حمايتها، لا سيما وأنها تسير اليوم نحو الانقراض لعدم اهتمام الشباب بها من جهة، ولصعوبة تربية وتدريب هذه الطيور الجارحة من ناحية أخرى». يفكر الشاب كمال اليوم في تأسيس جمعية تتبنى مهمة الاهتمام بهذه الهواية والدفاع عنها حيث قال «إذا كان أجدادنا قد مارسوا هذه الهواية قديما للاسترزاق، أفكر في جعلها وسيلة للتسلية، لاسيما وأنها تجمع بين المتعة والترفيه، وخلق جو إيجابي من التنافس. لا يمكن لأي كان أن يمارس هذه الهواية يقول محدثنا، ويضيف «قد تبدو هواية الصيد بالطيور الجارحة على غرار الشاهين سهلة، إلا أنها تتطلب عملا شاقا يبدأ باختيار الطير وصيده أولا، بعدها تأتي عملية تدريبه وتهيئته، هذه العملية قد تصل إلى حد ثلاثة أشهر كأقصى تقدير، إلى جانب العمل على خلق علاقة صداقة بين المربي والطائر، كون بعض هذه الطيور تتميز بمزاج صعب، وبالتالي يصعب السيطرة عليها. يحب كمال الصيد بطائر الشاهين البحري الذي يملك ميزات أحسن من طائر الشاهين الجبلي، يكفي فقط القول أنّ سرعته عند الافتراس قد تصل إلى 320كليومترا في الساعة، وبالنظر إلى قلة هذا النوع من الطيور، يحرص محدثنا من خلال الجمعية التي يعمد إلى تأسيسها، إلى تشجيع تكاثر هذه الكائنات لتنمية هذه الهواية.