البطالة تؤدي إلى الفقر والفقر عدو الإنسان، يدفعه إلى السرقة، والقتل وإلى الانتحار. وإذا كان بعض شباب الجنوب قد عاشوا مرارة هذه الآفة، ومازالوا يعيشونها، وحاولوا أن يعبروا عن معاناتهم، في إطار ما يسمح به القانون، فلا عيب في ذلك، فلا هم الأولون ولا هم الآخرون. وأن تكون استجابة الحكومة سريعة، فهذا دليل على أنها تتابع باهتمام المطالب الشعبية المحقة. ولاشك في أن تعليمة الوزير الأول السيد عبد المالك سلال، قد أحاطت بالمشكلة من جميع جوانبها وأعطت الحل المناسب. لكن إذا تناولنا هذه القضية من زاوية ماروج لها إعلاميا وسياسيا من الداخل، وقورنت بما يجري على أرض الواقع، يمكن للباحث أن يطرح عدة تساؤلات، وخاصة بعد أن تلقفها بعض الإعلام العربي والغربي، حيث جاء على صفحة موقع ”ميدل ايست أونلاين” العنوان المعلق التالي: ”هل تطلق مليونية الشباب العاطل ربيع الجزائر؟”، أما العنوان الرئيسي فهو: ”عاطلون يقررون رفع ”ديقاج”، والسلطات الجزائرية تؤكد أن المتآمرين لن ينجحوا في خلق سوريا جديدة”. ماذا يعني هذا الكلام؟ ولا نستثني بعض وسائل الإعلام الداخلية فيما ذهبت إليه من إثارة وتهويل، ونترك الإجابة للقارئ الكريم. أما من حيث السياق الزمني فتطرح أيضا عدة تساؤلات، وخاصة على ضوء ما يجرى على حدودنا الجنوبية، وقبلها ما حدث في ورڤلة وتمنراست من أعمال تخريبية إرهابية، ثم أحداث تيقنتورين لاشك أن هناك أطرافا قد تكون داخلية أو خارجية أو كليهما معا، تصطاد في المياه العكرة. وكما جاء في المقولة المشهورة ”إذا كانت حرية التعبير مقدسة فإن الوطن أكثر قداسة منها”، ويقول ”توكفيل” إذا كان القانون يسمح للمواطن بفعل كل شيء، فلتمنعه الأخلاق على الأقل من التجاسر عن فعل كل شيء”. وفي الأخير، جزائر الشهداء أكثر قداسة وعلى رأس الجميع وفوق كل اعتبار، لاداعي للعب بالنار لأنها ستحرق الجميع، والعبرة فيما يجرى حولنا.