الاستقرار في الأطقم الفنية أو التدريبية يعد من مؤشرات نجاح الأندية في رحلاتها نحو تحقيق الأفضل، وهو كما يقال في رأي النقاد أفضل كثيرا في رحلة بناء أي فريق. ومثل هذه القاعدة أعطت نتائجها مع كبار الأندية في العالم، كما هو الحال في مان يونايتد الإنكليزي أو الأنتير الإيطالي، وغيرهما، ولو أن بعض الكبار يضطرون في بعض الأحيان وفي ظروف استثنائية للتغيير، لكن نحو الأحسن، مثلما هو حال ريال مدريد أو أف سي برشلونة. أما عندنا وفي غياب مثل هذه الفلسفة، فنادرا ما نجد من يجيد قواعد اللعبة، لأن أنديتنا تدار بالمزاج وبمنطق الشخص الوحيد، الذي لا يملك فكرا ولا يعي ما يصدر عنه من قول وفعل، وعليه، فإن ما يتردد من لغط هذه الأيام حول التضحية بالسواد الأعظم من المدربين قد لا يفاجئ أحدا، طالما أن رؤساء الأندية لا يصبرون كما يجب، وهم بمثل هذا اللجؤ العشوائي إلى التغيير في الأطقم الفنية، يخلقون بعض الظروف البالغة التعقيد سرعان ما تظهر انكاساتها السلبية. ولعل المتتبع للشأن الكروي من خلال بطولاتنا، يستنتج الواقع المؤسف الذي عرفه "العميد" مع تغيير المدربين، أو ما عاشته مولودية وهران وكابده شباب بلوزداد ودفع ثمنه أولمبي العناصر واتحاد العاصمة، وغيرها من الفرق التي لا تجتر سوى الفشل. وفي اعتقادي، إن سياسة الهروب إلى الأمام من خلال هذه الفلسفة، لا تخدم مصالح أنديتنا بقدر ما تجعلها دوما عرضة للهزات التي أثرت على كل بناء، بدليل أننا فشلنا في بعث منتخب وطني من رحم هذه البطولة، حيث أجهضت التجربة في أول ظهور له.