الطبخ الجزائري محبوب محليا للذته وتنوع أطباقه على غرار الشخشوخة والدوبارة والرشتة، إلا أنه للأسف لم ينل بعد الشهرة العالمية التي يستحقها، حيث بقيت أطباقه منحصرة في الموائد الجزائرية فقط، هذا ما صرح به السيد مراد ليب طباخ ممارس منذ أكثر من 15 سنة ل” المساء”، آملا أن تتربع هذه الأصناف على عرش المأكولات الأكثر رواجا في العالم. وقال السيد ليب أن المطبخ الجزائري يعرف منذ القدم تنوعا ولذة لا مثيل له، تتعدد مأكولاته باختلاف المناطق ولكل ولاية تقريبا طبق خاص بها وهو مزيج من المطبخ الأمازيغي والعربي والصحراوي والبحر الأبيض المتوسط، إلا إن شهرته لا تزال ذات نطاق ضيق ولا تعرفه دول العالم، والسبب يرجع إلى عدم تفاعل الجزائر مع العالم الخارجي، عكس المطبخ المغربي الذي يحتل المرتبة الثانية بعد فرنسا كأحسن مطبخ في العالم، لتفتحه على العالم، والدليل أن بعض السياح يقصدون المغرب خصيصا لتذوق الأكل المغربي الذي يحتوي على كمية كبيرة من التوابل.
على العالم تذوق الدوبارة والشخشوخة ويضيف السيد ليب، أنه من المؤسف أن العالم لم يتذوق بعد أشهر المأكولات الجزائرية التي فرضت مكانتها محليا واكتسحت موائد الجزائر يين. موضحا أن: ”الدوبارة البسكرية هي خلطة سحرية، لعل أجمل شيء فيها أنها تقدم في صحن تقليدي (خشبي)، مكوناته الأساسية تجمع مرق الحمص وصلصة الطماطم وخلطة الفلفل الحار وزيت الزيتون وتزين بأوراق الكسبر المتناثرة فوق المرق وبجانبها قطع الليمون، التي تضفي هي الأخرى مذاقا خاصا على الأكلة التي تفوح برائحتها الزكية بفضل ما تشتمله من بهارات معروفة خاصة الكمون، ولا تقل الشخشوخة والرشتة اللتان تحتلان المائدة الجزائرية في كل مناسبة عند بعض العائلات، لذة وتميزا يبقيانهما في صدارة المأكولات المفضلة محليا”. وأضاف مراد: ” لا ننسى الحلويات التي لا تخلو منها كل الموائد وفي كل مناسبة، فالحلويات الجزائرية غنية ومتنوعة في نكهاتها الرائعة وأذواقها المنسمة واللذيذة، على غرار الدزيريات والبغرير الذي يؤكل بالعسل والدهان، والمقروط الذي يناسب الشاي، وكذلك حلوة الطابع رغم مكوناتها البسيطة، إلا أن مكانتها كبيرة في البيت الجزائري ولا تتخلى عنها الاسرة، خاصة في الاعياد رغم غزوالحلويات الغربية الأسواق”. ولا تكتمل لذة هذه الحلويات يضيف مراد إلا بالشاي الصحراوي الذي يعد رمزا للترحاب وحسن الضيافة، كونه أول ما يقدم للضيوف، خاصة في المناطق الجنوبية، ويشرب ساخنا دلالة على حرارة الاستقبال ودفء المودة. وتتنوع طرق إعداده هو الآخر من منطقة إلى أخرى، إلا أن شاي تيميمون يبقى الأشهر لأنه لا يقدم بكثافة، بل في كأس صغير مملوء إلى المنتصف فقط، وهذا ليس من نقص في حسن الضيافة، بل لأن هذه الكمية القليلة هي عصارة ما قد تشربه من الشاي ليوم كامل، حيث يتم غليه ثلاث مرات حتى يقترب لونه من السواد، فيصبح ثقيلا جدا. ودعا المتحدث إلى إعادة الاعتبار لمختلف المأكولات الجزائرية، أطباقا كانت أوحلويات، من خلال ترويجها في دول العالم، وذلك بالتفاعل مع أشهر المطاعم العالمية والمشاركة في المسابقات الدولية وإبرام شراكات واتفاقيات مع الدول الأجنبية لتبادل الخبرات في هذا المجال، لتأخذ بذلك الأطباق الجزائرية الشهرة التي تستحقها، خاصة وأن تقاليد الطبخ تساهم بشكل كبير في جلب السياح الأجانب.