لا شيء يبعث على الارتياح في بيت شبيبة القبائل، فالأزمة المالية التي ضربت خزينة الفريق، بدأت تظهر تداعياتها على هذا النادي الكبير، الذي لم يجد الحلول للخروج من النفق المظلم خلال الآونة الأخيرة. لاعبو النادي الذين لا تزال الإدارة مدينة لهم ببعض المستحقات العالقة، تفاجؤوا بتهديد هذه الأخيرة بتجميد رواتبهم بعد التعادل الأخير الذي سجلوه بقواعدهم ضد شباب قسنطينة، وهم الذين لم يهزموا منذ سبع جولات كاملة، أي منذ مجيء المدرب الحالي للفريق ناصر سنجاق، الذي يعيش هو الآخر وضعية معقدة، لا سيما أمام الانتقادات اللاذعة التي أصبح عرضة لها من قبل مسيري النادي، الذين لم يهضموا تعادله الأخير ضد شباب قسنطينة، خاصة بعد التصريحات الأخيرة لرئيس النادي محند شريف حناشي، الذي قال بأنه من غير المعقول أن يمنح المدرب راحة لمدة ثلاثة أيام كاملة للاعبيه : ”عوض أن يكثف العمل ويحاول إيجاد الحلول، سنجاق منح ثلاثة أيام راحة للاعبين، وحتى اللاعبين الذين لم يشاركوا في لقاء شباب قسنطينة الأخير، يعني أنهم تحصلوا على أسبوع كامل للراحة، لم أر في حياتي هذا في كرة القدم، بقاء اللاعب لمدة أسبوع دون تدريبات ولا منافسة”، يقول حناشي، الذي ينتظر نهاية الموسم الحالي ليعلن الطلاق مع مدربه سنجاق، خاصة وأن التيار بين الرجلين أصبح منعدما، فهذا الأخير يواصل عمله رغم الضغوطات الكبيرة التي يتلقاها، من موضع قوة لأنه يملك عقدا إلى غاية شهر جوان القادم ولم يحصل بعد على مستحقاته المالية. مشكل آخر يهز بيت الشبيبة، هو التغييرات التي ستجرى على مستوى مجلس إدارة النادي، ومطالبة عضوه الفعال ورئيس فرع كرة القدم، يزيد ياريشان، باسترجاع ماله الذي صرفه منذ تعيينه في منصبه، والذي يصل إلى 7 ملايير سنتيم، بعد أن انقطع التيار بينه وبين الرئيس حناشي منذ مدة طويلة، حيث أصبح ياريشان غير مرغوب فيه في إدارة الفريق، ليعيش نفس الوضعية التي سبق وأن عاشها في 2006 عندما كان ممولا للنادي وعين مسيرا فيه، غير أنه خرج من الباب الضيق بخسائر كثيرة، وقد تكون هذه القضية مشكلا آخر بالنسبة للرئيس حناشي، الذي تعاني خزينته من الشح، وعليه أن يحاول إيجاد المال اللازم لتسديد كل هذه الديون، قبل أن تنفجر الأوضاع، والسؤال الذي يبقى مطروحا، هل سيسوي حناشي مستحقات ياريشان في ظل هذه الأزمة المالية الكبيرة، أم أنه سيطلب منه أن يصبر مثلما طلب من سنجاق، وقد لا يحصل على أي شيء؟ وعلى صعيد آخر، عادت تشكيلة النادي، في ظل كل هذه المشاكل إلى التدريبات أمس صباحا، للاستعداد لمباراة مولودية الجزائر لحساب الجولة 25 من البطولة الوطنية الأولى، حيث سيحضر الكناري لمدة 15 يوما كاملة لهذه المواجهة، التي سيسعى فيها سنجاق إلى تحقيق الفوز، حيث برمج الطاقم الفني للشبيبة مبارتين وديتين خلال هذه الأيام، لسد النقص الذي يسجله توقف المنافسة الوطنية خلال هذه الأيام، بسبب لقاء المنتخب الوطني ضد منتخب البنين.