يحتضن قصر المعارض بالمدينة الجديدةبوهران، فعاليات الطبعة العاشرة للصالون الوطني للكتاب تحت شعار «الباهية تقرأ كتابها»، المنظّم من قبل النقابة الوطنية لناشري الكتب بالتعاون مع الشركة الجزائرية للمعارض والتصدير «صافكس»، بمشاركة 80 عارضا يمثلون مختلف دور النشر الوطنية جاءت لتعرض إصداراتها الجديدة التي فاقت 350 عنوان، إلى جانب فضاء واسع لمديرية الأمن الوطني لتقريب الطفل من هذا الجهاز، وفضاء آخر خاص بوزارة التكوين والتعليم المهنيين يضم جميع منشورات هذه الهيئة. وحسب ما جاء في حديث رئيس النقابة الوطنية لناشري الكتب، السيد أحمد ماضي، فإنّ هذه التظاهرة الثقافية تعود إلى ولاية وهران بعد غياب دام أزيد من 12 سنة، لتفسح المجال أمام القرّاء وتمنحهم فرصة ثمينة للقراءة وإنجاح سبل التبادل المعرفي والأفكار البنّاءة، من أجل رفع التحدي أمام صخب العالم الرقمي ووسائل الإعلام المرئية. ويتخلل الصالون الذي تتواصل فعالياته إلى غاية العاشر من الشهر الجاري، تنظيم عدد من الندوات والمحاضرات التي تنشّطها نخبة هامة من المفكّرين الجزائريين والأدباء من روائيين وكتّاب، على غرار ندوة «الرواية والتاريخ» التي ينشّطها محمد مفلاح والدكتور البشير يجري، «إشكالية توزيع الكتاب» لمجموعة من الناشرين، ندوة «حرب مالي وتداعياتها على المنطقة المغاربية» من تقديم أساتذة مختصين هم الأستاذ برياح مختار ولزرق سيد أحمد ومرسلي لعرج، إلى جانب عرض مسرحي للأطفال، مع فتح ورشات لتعليم الناشئة كيفية كتابة القصص. وفنّد السيد ماضي إشكالية تراجع المقروئية ببلادنا بشكل كبير، مؤكّدا أنّ الجزائري بطبعه محب للقراءة وهذا ما ترجمته المعارض الخاصة بالكتاب التي تقام ببلادنا، لكن السؤال الذي يجب أن يطرح «هل وفّرنا للقارئ الكتاب ليقرأه بالرغم من مجهودات الدولة التي خصّصت خلال السنوات الأخيرة أموالا ضخمة لصناعة الكتاب»، لكن المشكل حسب المتحدّث، يكمن في التطبيق. وأضاف السيد ماضي، أنّ النقابة الوطنية لناشري الكتب اعتمدت استراتجية لم يمض عليها عام ونصف، وذلك لتنظيم خمسة صالونات وطنية للكتاب عبر مختلف جهات الوطن، وهو ما اعتبره ايجابيا، والبداية كانت من ولاية وهران، حيث يطمح إلى رفع عدد دور النشر من 80 دار نشر إلى 150 دارا خلال السنوات القليلة القادمة. وسيتيح هذا الموعد الثقافي الفرصة للأدباء لتبادل وجهات النظر في شتى المجالات الأدبية والعلمية، وكذا التاريخية، مع إشراك الطلبة الجامعيين في هذا الحدث الثقافي، لا سيما المقبلين على تحضير رسائل ما بعد التدرّج، حيث سيجدون ملاذهم باقتناء الكتب التي تحوي أهم الأبحاث والدراسات العلمية والأدبية، مما سيزرع فيهم عادة حبّ شراء الكتاب.