اختُتم أمس المعرض الثاني للإنتاج الأسري بالجزائر العاصمة الذي نظمته جمعية الإرشاد والإصلاح بالتنسيق مع المجلس الشعبي البلدي لبلوزداد. وأكد عضو المكتب الوطني للجمعية رمضان بن غلاب، أن هذا المعرض الذي احتضنته ساحة 11 ديسمبر ببلدية محمد بلوزداد، ضم حرفيي عدة ولايات، هي المسيلة وتلمسان وورڤلة والبليدة والمدية ومستغانم والجزائر وتيبازة وتيزي وزو. وهدَف إلى «إبراز المنتوج الحرفي ومنح فرصة الاحتكاك فيما بين الناشطين في الصناعات الحرفية للحفاظ على الإرث الوطني». وخلال إشرافه على افتتاح المعرض دعا رئيس غرفة الصناعات التقليدية والحرف لولاية الجزائر عز الدين كالي، الحرفيين إلى سحب دفتر الشروط للمشاركة في مسابقة «الزي المهني»، التي تم إطلاقها مؤخرا بمبادرة من غرفة الصناعات التقليدية والحرف لولاية سطيف. واعتبر كالي أن هذه المسابقة «الهامة» تشكل فرصة لتطوير الزي المهني الراقي الذي يضعه الحرفي ويساهم في تطويره، لاسيما في مجال الخياطة والطرز، مضيفا أن جميع الغرف على المستوى الوطني تحوز على دفتر الشروط هذا، داعيا جميع المهتمين إلى المشاركة في هذه المسابقة؛ «تثمينا للزي التقليدي». من جانبهم، دعا حرفيون في صناعة النحاس والنقش على الخشب والرسم على الزجاج، الشباب إلى ضرورة الإقبال على تعلّم هذه الحرف التي تمثل التراث المادي للجزائر. وفي هذا الصدد أكد السعيد عباش معلم حرفي متخصص في صناعة الأواني النحاسية، أن هذه الحرفة مهدَّدة بخطر الزوال بسبب غياب آفاق تستهدف إعادة تثمين هذا الفن الموروث عن الأجداد. ويرى عباش أن أوراق النحاس التي تباع في السوق «باهظة الثمن، وصلت إلى 1000دج وليست من النوعية الجيدة؛ بحيث يتم شراؤها من الخواص، وهذا الأمر، حسبه، لا يشجع الحرفي ولا يحفّزه على العمل». ودعا هذا الحرفي الذي قارب العقد السادس، إلى ضرورة «دعم الدولة للحرفيين ومساعدتهم وتوجيه الشباب لتعلّم حرفة الأجداد». من جانبه، أكد أستاذ مكوّن في النقش على الخشب بمركز التكوين المهني وريدة مداد بالقصبة، على ضرورة تلقين الشباب هذا الفن، مؤكدا أن مشاركتهم في هذا المعرض ليست بغرض «بيع التحف» وإنما البحث عن الشباب الذين «هجروا الحِرف». واعتبر أن الشباب «لا يولون أي اهتمام» بالحرفة، التي أصبحت بالنسبة إليهم غير مربحة ولا تلبي احتياجاتهم. من جانبه، أكد الأستاذ المكون في فن السيراميك بمركز التكوين المهني للقصبة إسماعيل إيدوس، أن دورهم كأساتذة يقتصر على «التوجيه والإعلام» لحث الشباب على ضرورة المحافظة على التراث الوطني؛ لأن «الربح الحقيقي هو التراث»، كما قال. أما الحرفي في فن التحف المنزلية والرسم على الزجاج محمد بلجوهر، الذي يمارس هذا النشاط منذ ثلاثين سنة، فأبدى استعداده لتعليم الشباب هذه التقنية، داعيا السلطات المحلية إلى مساعدته في الحصول على محل للتكوين.