عرف الإعلامي بوعلام رمضاني بكتاباته عن المسرح والفنون والثقافة بوجه عام، إلّا أنه سرعان ما وجّه اهتمامه إلى السياسة عبر ما يعرف بالإسلام السياسي، عن هذا التحوّل تحدث رمضاني في لقاء استعرض فيه آخر اصداراته "11 رؤية في 11 سبتمبر" الصادر عن دار "الحكمة". استعرض بوعلام رمضاني خلال اللقاء الذي نظمه أوّل أمس بمقر اتحاد الكتاب الجزائريين تجربته الصحفية خاصة تلك التي اكتسبها أثناء عمله بباريس، حيث اكتشف أنّه على الصحفي المتميز أن يتخلص من قيد التخصص الذي يحد من شمولية وعمق الثقافة الصحفية. أشار المحاضر إلى أنه ترك التخصص الذي عرف به للاهتمام بأهم حدث سياسي واستراتيجي وهو تداعيات 11 سبتمبر 2001 وهذا لا ينفي كما أضاف انقطاعه عن استعمال الصيغ المسرحية. بوعلام رمضاني المتواجد بباريس منذ 17 سنة، التقى أشهر المحلّلين السياسيين والسوسيولوجيين وحاورهم في إطار ما يسمى ب "الإسلام السياسي"، ومن هؤلاء المحلّلين نجد جيل كيبال، أوليفييه روا، دومنيك شوفالييه، بول بالطا، بول ماري، دوغلاس. كما تمت الحوارات ضمن سياق دولي قائم على الظلم والإرهاب الايديولوجي والتسلّط والتناقضات السياسية، وهي الصورة التي وضحها برهان غليون وبرتران بادي وإريك رولو ونعوم تشومسكي وروجيه غارودي وايناسيورا مونيه. كل تلك الحوارات حوّلها المؤلف إلى ندوة مكتوبة في غياب هؤلاء المحللين الذين اختلفوا في تفسير خلفيات وآفاق المواجهة القائمة بين الاسلاميين وأمريكا والدول الغربية، علما أن مضامين الحوارات لا تزال آنية ومفتوحة للنقاش. الملاحظ في هذا الكتاب تجاوز المؤلف في أحاديثه الصحفية للسؤال الصحفي الذي قد يموت بعد مرور الحدث، وإذا كانت بعض الأسئلة تبدو تقليدية فإنّ مغزاها لم يكن عاطفيا خالصا، وأنّ كلّ الإجابات صبّت في مجرى التحليل السياسي الأكاديمي والمنهجي. بعض الحوارات كانت قصيرة إلاّ أنّها ذات رؤى فكرية متضاربة. وأكّد المحاضر خلال هذا اللقاء أنّ أحداث 11 سبتمبر 2001 وتداعياتها لم تلق الدراسة الأكاديمية الوافية وهي تنتظر المزيد من التحليل العلمي والسياسي من طرف الخبراء والمفكرين عبر العالم. يتميّز الكتاب وعلى الرغم من حجمه الصغير بالتنوع والتضارب في طرح الفرضيات الخاصة بأحداث 11 سبتمبر في سياق أكاديمي بسيط ومتسلسل يتميز بالهدوء والاقناع. الكتاب صادر عن دار الحكمة (2008)، وهو لصاحبه بوعلام رمضاني صحفي جزائري من مواليد حسين داي سنة 1957، خريج وجامعة الجزائر وجامع السوربون، مارس العمل الصحفي عبر عدة عناوين وطنية وعبر الإذاعة الوطنية.