أكد الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز أن موقف فرنسا بخصوص النزاع في الصحراء الغربية لايزال غامضا، ويتعين عليها توضيحه؛ على اعتبار أن مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان والحق في تقرير المصير لا يمكن أن تكون محل مساومة. وأضاف الرئيس الصحراوي في حديث لوكالة الأنباء الجزائرية نشرته أمس، "كنا نفضّل أن يسمي فرانسوا هولاند الأشياء بأسمائها؛ لأن هناك مبادئ لا يمكن مساومتها، وهي مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان والحق في تقرير مصير الشعوب". وقال إنه يتعين على "فرنسا أن تكون أكثر وضوحا بخصوص هذه المبادئ". لكن ذلك لم يمنعه من الإشارة إلى وجود تغيير في الموقف الفرنسي وصفه بالإيجابي عندما ألحّ الرئيس الفرنسي في الرابع أفريل الجاري أمام البرلمان المغربي، على ضرورة تسوية نزاع الصحراء الغربية. وعاد الأمين العام لجبهة البوليزاريو للحديث عن الزيارة الأخيرة للمبعوث الأممي إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس ووصفها بالهامة، خاصة أنها تسبق العرض الذي سيقدمه هذا الأخير الإثنين القادم حول نتائج مهمته في الصحراء الغربية أمام مجلس الأمن الدولي. وقال إن هذا الأخير مدعو إلى الفصل في مصير النزاع وفقا لمضمون الوثيقة. وقال الرئيس عبد العزيز إن الفائدة من الزيارة الأخيرة لروس تكمن في كونه التقى هذه المرة بالصحراويين في الأراضي المحتلة بمدينة الدخلة، في حين اقتصرت زيارته السابقة على مدينة العيون فقط. كما اعتبرها دليلا على "رغبته" في مواصلة جهوده؛ من خلال الإبقاء على مبدأ الزيارات والمحادثات مع الأطراف المعنية، "مع تفضيل المحادثات المباشرة بين الطرفين المتنازعين". لكنه تأسف بالمقابل "لغياب" الإرادة السياسية لدى الحكومة المغربية، مما عرقل جميع جهود الأممالمتحدة من أجل التوصل إلى حل سياسي للنزاع، في حين تبقى حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة دون أي "ضمان". وعن سؤال متعلق برزنامة الدورة المقبلة للمفاوضات تحت رعاية الأممالمتحدة قال الرئيس الصحراوي إن روس لم يؤكد ولم يُعط لحد الآن أي تاريخ لهذا اللقاء، لكنه قال إن "الاجتماع المقبل لمجلس الأمن سيكون بمثابة اختبار بالنسبة للأمم المتحدة والدول ذات النفوذ، خاصة فرنسا"، متسائلا ما إذا كان هذا البلد "سيواصل حماية المغرب المتهَم بهذه الانتهاكات أو سنشهد تغييرا في موقفها". وأشار إلى أن "مصداقية الأممالمتحدة تكمن اليوم بالتحديد في تسوية النزاع الصحراوي بما أن الأمر يتعلق بآخر حالة لتصفية الاستعمار". وفي رده على سؤال حول الرسالة التي وجّهها مؤخرا شخصيا إلى ملك المغرب واستوقفه فيها حول وضعية حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، أجاب الرئيس الصحراوي بأن "أغلبية المنظمات الدولية والإقليمية تطرقت خلال الشهرين الأخيرين لبشاعة الانتهاكات التي تمارَس ضد السكان الصحراويين في الأراضي المحتلة". وأشار في هذا السياق إلى تقارير عديد المنظمات الحقوقية الدولية، منها "هيومن رايتس ووتش" ومنظمة العفو الدولية والمقرر الخاص للأمم المتحدة لمناهضة التعذيب والوفد الأممي لحقوق الإنسان و«فرونت لاين" والبرلمان الأوروبي ومركز روبيرت كيندي، من أجل العدالة وحقوق الإنسان والمفوضية الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب. وقاده ذلك إلى التذكير بأن المغرب متربع على "مملكة" للمخدرات، وقال إن هذا البلد يُعتبر "أحد البلدان التي صنعت الحركات الإرهابية الناشطة في منطقة الساحل"، وإنه كان "وراء العديد من القضايا المرتبطة بالجريمة المنظمة". وحول الوضع في مخيمات اللاجئين الصحراويين تأسف المسؤول الأول لجبهة البوليزاريو "للانعكاسات السلبية" للأزمة الاقتصادية العالمية على حجم المساعدات الإنسانية. واغتنم الفرصة لتوجيه نداء "عاجل" إلى المجموعة الدولية من أجل مراعاة الظروف الصعبة التي يعيشها اللاجئون الصحراويون. كما دعا المجموعة الدولية إلى الضغط على المغرب من أجل وقف معاناة الشعب الصحراوي؛ لأن الحل في الأخير، كما قال، لا يمكن أن يكون سوى سياسيٍّ؛ من خلال تنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي.