دعا الشيخ عمر ديارا مستشار رئيس حزب التجمع من أجل مالي أمس، الجزائر إلى إقامة تحالف استراتيجي مع بلاده؛ بهدف تأمين المناطق الحدودية المشتركة بين البلدين، وجعلها فضاء آمنا ومزدهرا يكون مثالا للسلام والاستقرار في كل إفريقيا. وجاءت دعوة ديارا خلال ندوة صحفية عقدها أمس بمقر اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي؛ حيث تم الإعلان عن تأسيس شبكة مواطنة جزائرية لأصدقاء الشعب المالي. وأعلن عن تأسيس هذه الشبكة محرز العماري رئيس اللجنة الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، الذي قال إنها تندرج في إطار التلاحم والتعاون ما بين الشعوب الإفريقية. واعتبر ديارا الإعلان عن ميلاد هذه الشبكة بمثابة الخطوة الأولى باتجاه إقامة تحالف استراتيجي بين مالي والجزائر، والذي اعتبره أكثر من ضرورة في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها منطقة الساحل؛ على خلفية تنامي نشطات الجماعات الإرهابية والاتجار بالمخدرات والتهريب. وجدّد التأكيد على أهمية إنشاء هذا التحالف اليوم قبل الغد، وقال إنها ستكون هناك تحديات جديدة يتعين على البلدين مواجهتها، معربا، في الوقت نفسه، عن اعتقاده بإمكانية مواجهة التحديات الراهنة خاصة التنموية والأمنية منها، وبالتالي جلب الأفضل لسكان المنطقة الذين يواجهون أصعب الظروف على جميع الأصعدة التنموية والاقتصادية وغيرها. ويُجري الشيخ عمر ديارا، رفقة وفد عن حزبه، زيارة إلى الجزائر قال إنها تندرج في إطار تعزيز التعاون بين الجانبين؛ من خلال البحث عن رؤية مشتركة للنهوض بمنطقة الساحل وجعلها منطقة مزدهرة ينعم سكانها بالاستقرار والأمن، وكذا بحث سبل مساعدة مالي للخروج من الأزمة التي تعصف به منذ انقلاب 21 مارس 2012، وهو الانقلاب الذي اعتبر ديارا أنه وقّع شهادة انهيار الجمهورية المالية الثالثة، التي قال إنها لم تُبن على أسس صحيحة وحقيقية؛ كونها لم تأخذ بعين الاعتبار تطلعات الشعب المالي بمختلف فئاته وتشكيلاته الطائفية في الشمال والجنوب، بعد أن غرقت هذه الجمهورية في الفساد وخلقت الفوضى التي عمت البلاد. لكن ديارا أبدى أمله في أن تجرى الانتخابات القادمة في بلاده في ظروف ملائمة، تسمح للماليين بانتخاب قيادة جديدة بكل حرية، ودعا سلطات باماكو المؤقتة إلى العمل من أجل توفير هذه الظروف والإسراع في تنظيم الانتخابات في أقرب وقت ممكن. وشدّد على أهمية نزاهة الانتخابات بما يفضي إلى سلطة شرعية تعمل من أجل تلاحم الشعب المالي والمحافظة على وحدته الوطنية والترابية، وهو ما قاده إلى الحديث عن الحركة الوطنية لتحرير الأزواد، التي اختارت رفع السلاح في وجه الحكومة المركزية في باماكو. وقال إن هذه الحركة إذا كانت تريد فعلا الحفاظ على الوحدة الترابية لمالي فما عليها إلا أن تُظهر ذلك؛ من خلال ترك السلاح والانضمام إلى المسار السلمي والقبول بالمشاركة في حوار وطني يضم جميع مكوّنات المجتمع المالي. وفي تعليقه على نتائج عملية "سيرفال" التي أطلقتها القوات الفرنسية منذ 11 جانفي الماضي لتطهير شمال مالي من الجماعات الإرهابية، قال إن العملية أسفرت عن تحرير مدن كبرى في شمال مالي وطرد الإرهابيين منها، لكنه أكد على وجود عمل كبير ينتظر من أجل تأمين هذه المناطق بشكل دائم، معترفا بأن ذلك يتطلب وقتا طويلا؛ باعتبار الإرهابيين متمركزين في شمال مالي منذ عقد كامل من الزمن. وفي الأخير أكد الشيخ عمر ديارا موقف بلاده الداعم لقضية الصحراء الغربية ولحقّ الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، وفقا لمبادئ الشرعية الدولية.