شكّل موضوع النظافة الاستشفائية والجراثيم المتعلقة بالوسط الاستشفائي محور اليوم الوطني الأول للنظافة بالهياكل الصحية الذي احتضنه أمس قصر الثقافة بالعناصر. وأعلنت خلاله الدكتورة مليكة رحال مديرة المؤسسة الاستشفائية العمومية لبولوغين " بن زيري" المنظمة لهذه التظاهرة أن 2008 ستكون سنة الحملة الوطنية "مستشفى- أيدي نظيفة" للتحسيس بأهمية النظافة في الوسط الصحي. وقالت الدكتورة رحال في تصريح ل"المساء" أن الإعلان عن تنظيم هذا الملتقى الذي ضم خبراء في الحقل الصحي على المستوى الوطني والأوروبي يأتي بعد التفطن لضرورة الدعوة بالاهتمام أكثر بموضوع النظافة في الوسط الاستشفائي كون نقصها يسبب أمراضا خطيرة، علما أن معدل الإصابة بالأمراض المتعلقة بالجراثيم الاستشفائية يتراوح ما بين 7 و14 حسب التحقيق الوطني المنجز في 2005 حول النظافة في المستشفيات. وتأتي التعفنات البولية في صدارة الأمراض المتعلقة بنقص النظافة في الهياكل الصحية ب 50 من المجموع. وأظهر هذا التحقيق أن 90 من الهياكل الصحية لا تطبق شروط النظافة الصحية ما جعل الوصاية تفكر في إيجاد صيغة عمل لتفعيل مكافحة الأمراض الاستشفائية ومنه التقليص بالنصف من مجموع الأمراض المتعلقة بالجراثيم الاستشفائية بحلول 2009، بعد تفعيل المحاور الثلاثة التي حملها البرنامج وهي: حملة ايدي نظيفة، تعقيم الوسائل الطبية والتكوين للطاقم الطبي و شبه الطبي حول النظافة الاستشفائية. كما يحمل هذا البرنامج خطوة إدماج 50 من المستشفيات والهياكل الصحية ضمن برنامج مكافحة الأمراض الاستشفائية بحلول 2015 ودمج ال50 الباقية آفاق2025 . مع الإشارة إلى انه تم تخصيص 55 مليار سنتيم لمكافحة نقص النظافة و الأمراض الاستشفائية بحسب تصريح الدكتور طرفاني من وزارة الصحة، موضحا ان الوضع بالجزائر شبيه بوضع عدة بلدان ومنها فرنسا. من جهته أبدى موسى لعرادة عميد كلية الطب رغبته في تخصيص مادة مستقلة في الجامعة الجزائرية تخص تدريس النظافة الاستشفائية المقسمة بين عدة تخصصات طبية، مشيرا إلى أن الإشكال يطرح ليس حول نقص النظافة فحسب وإنما حول نوعية الخدمات الصحية، داعيا إلى ضرورة تسطير سياسة وطنية وقائية للتحسيس بأهمية النظافة بالمستشفيات.