سجلت الطبعة الثانية للصالون الدولي للعتاد الاستشفائي والطبي حضورا قويا، للشركات المختصة في صناعة مستلزمات النظافة الاستشفائية، بمختلف العلامات العالمية الحائزة على شهادة إيزو لمعايير الجودة. إذ خصص منظمو الصالون هذه السنة حيزا هاما لهذه الشركات التي تعرض منتجاتها على المستشفيات وأصحاب العيادات الخاصة، بهدف التقليل قدر الإمكان من انتقال الجراثيم من عاملات النظافة إلى المرضى، وهو الواقع الذي أثبتته البحوث والدراسات الأخيرة على المستوى الوطني. تعرض مجموعة من شركات تصنيع عتاد التنظيف الاستشفائي، تشكيلة جديدة تتضمن أحدث ما توصلت له التكنولوجيا العالمية في مجال تجهيزات التنظيف التي يسهل على عاملات وأعوان النظافة استخدامها، إذ تقلل من جهة الجهد والعناء عنهم، ومن جهة أخرى تضمن نتيجة جيدة في القضاء على الجراثيم والميكروبات سريعة الانتشار والتنقل من شخص إلى آخر ومن مكان لآخر، والتي اتهمت الدراسات الحديثة المنجزة على المستوى الوطني منتصف السنة الماضية، هذه الفئة من الموظفين في القطاعات الاستشفائية بنقلها من مريض إلى آخر. مواد التنظيف لا تكفي لوحدها ... العتاد الجيد يلعب دورا هو الآخر حرصت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات على التقليل قدر الإمكان من نسبة الأمراض والجراثيم المنتشرة بالوسط الاستشفائي، حيث خصصت هذه الأخيرة في الصالون الدولي للعتاد الطبي الاستشفائي الذي ترعاه، حيّزا هاما للشركات المصنّعة لتجهيزات النظافة الوطنية منها والأجنبية. ولم تكتف هذه الشركات التي استوقفت مطولا وزير الصحة سعيد بركات لدى افتتاحه للصالون، لمعاينة الأجود والأحسن منها وبالتالي اختيار المموّن الأحسن لمستشفيات الوطن، حيث يضمن التعامل معه الحصول على العتاد الجيد، دون اشتراط كلفة أقل، حسب ما أوضحه الوزير في حديثه مع أحد المصنعين العارضين بالصالون، إذ شدد بركات على إعطاء عناية أكبر للجودة والضمانات وصيانة ما بعد البيع، فالسعر لا يعد مرجعا أبدا في هذا المجال، أوضح الوزير، فالمهم هو الحصول على السلع الحائزة على شهادة الجودة في مجال النظافة الاستشفائية، من أجل ضمان تقليص نسبة الإصابة بالأمراض الاستشفائية، عبر كامل التراب الوطني. ولم تقتصر المعروضات في هذا المجال على مواد التنظيف العالية الجودة، من معقمات ومطهرات ومعطرات الجو، والصابون السائل والمحاليل الكحولية، وحسب وإنما، تضمنت التشكيلات المعروضة، جملة من العربات المجهزة بأحدث تجهيزان التنظيف، بألوان مصنفة حسب المعايير المعمول بها دوليا، فلنفايات المخابر لون خاص، ولنفايات مستلزمات العلاج والاستطباب لون آخر، وللنفايات العادية لون خاص بها هي الأخرى، كما أن لقطع الإسفنج أو القماش الصناعي الخاص بالتنظيف لأوان متخصصة هي أيضا. ولا يمكن استعمال نفس دلو الماء لجميع عمليات التنظيف، فالعربات تسمح باستخدامها دلاء عدة في نفس الوقت بتخصيص مكان لكل واحد منها يسهل جرّها عبر أروقة الغرف وداخلها. وأوصى بركات خلال الافتتاح باختيار هذا العتاد بدقة كبيرة، خاصة أن الجزائر مقدمة على إنشاء 3 آلف هيئة استشفائية جديدة إلى غاية .2014 مؤسسة بولوغين نموذجية في مجال النظافة الاستشفائية وكانت الأستاذة أمحيز قد أعلنت، في لقاء خاص حول الجراثيم في الوسط الاستشفائي، أن مؤسسة بولوغين كانت قد أنشأت في سنة 2008 وحدة للوقاية من الجراثيم والأمراض المنتشرة بالوسط الاستشفائي، وبعد عدة أشهر من النشاط المكثف للوحدة الوقائية من الجراثيم والأمراض المنتشرة بالوسط الاستشفائي ظهرت نتائجها الإيجابية على المستخدمين الذين تجاوبوا مع المبادرة. كما قالت الأستاذة بالمناسبة إن المؤسسة الاستشفائية لبولوغين وضعت موزعا للصابون السائل بعدة أماكن من المستشفى وأكياس ملونة خاصة بكل نوع من أنواع النفايات الاستشفائية للحماية من الإصابة بالجراثيم والأمراض المنتشرة بالوسط الاستشفائي، ولاحظت الأستاذة أنه رغم الإجراءات التي اتخذها المستشفى لحماية المرضى ومستخدمي القطاع إلا أن المستخدمين لم يحترموا قواعد النظافة عند الانتقال بين مصلحة وأخرى خاصة تلك المعرضة أكثر للإصابة بالجراثيم والأمراض المتنقلة. كما تمت ملاحظة عدم احترام غسل اليدين لكون موزعات الصابون السائل لم تكن متواجدة بالأماكن المحددة لها، كما لم تحترم ألوان الأكياس والحاويات الخاصة بفرز النفايات. ومن بين النقاط السوداء التي تم تسجيلها أيضا أشارت الأستاذة إلى عدم احترام قواعد النظافة من طرف النساء المكلفات بالتنظيف داخل قاعات العلاج، حيث تستعملن نفس المياه التي تنظف بها أماكن أخرى. وأكدت الأستاذة أمحيز أن المنظفات تتسببن في نقل العدوى والجراثيم بنسبة 90 بالمائة داخل المؤسسات الاستشفائية لعدم احترامها لقواعد النظافة، ونفس النقائص تم تسجيلها فيما يخص تناول الأكل، حيث أوضحت الأستاذة أمحيز أن المستخدمين يقومون بهذه العملية في أي مكان دون مراعاة قواعد النظافة والوقاية من الجراثيم، ودعت الأستاذة إلى ضرورة تربية المستخدمين ووضع ميزانية خاصة لمكافحة الأمراض المنتشرة بالأوساط الاستشفائية.