انتقدت وزيرة الثقافة، السيدة خليدة تومي، بعض الوسائل الإعلامية التي هاجمت مشروع ترميم متحف الباردو الذي أسند إلى مكتب دراسات جزائري، مدافعة عن الخبراء الجزائريين الذين لا يقلون أهمية عن نظرائهم الأجانب والذين استطاعوا إعادة فتح المتحف بعد قرابة سبع سنوات من أشغال الترميم. وقالت السيدة خليدة تومي على هامش إشرافها على إعادة فتح متحف الباردو، أول أمس بالجزائر العاصمة، أن الفريق العامل قام بعمل جد معتبر، وأن ما كتبته بعض الصحف المشككة في فعالية هذا الفريق تعدّ إهانة للنفس واحتقارا لإمكانيات اليد العاملة المختصة في الجزائر. متسائلة ”على أي أساس يمكن إطلاق الحكم عليهم هل هم مختصون ويفقهون في الترميم؟” وتابعت تقول ”لصالح من يكتب هؤلاء ربما لجهات أجنبية لم تغنم من المشروع”. وأكدت المسؤولة الأولى على قطاع الثقافة، أنّ كل الثقة تضعها في الشباب الجزائري، وأنها مقتنعة بإمكانيتهم التقنية والفنية في ترميم المعالم الأثرية، وصرحت في كلمة بمناسبة تدشين المتحف أن برنامج القطاع 2009-2025 يحتاج إلى مثل هذه الكفاءات، وطالبت إدارة المتحف بالتفكير في عمل بيداغوجي لتلقين الترميم الثقافي في الجزائر بالمدارس ومختلف المؤسسات التعليمية. وعن الميزانية التي رصدت للعملية التي بلغت 190 مليون دينار، ردت الوزيرة أنها تبلغ أربع مرات أكثر في أوروبا في مشروع مماثل، كون اليد العاملة عندهم غالية وكذا المستوى المعيشي، مشيرة إلى أن كل من انتقد حجم الميزانية فهو جاهل ولا يعرف معنى الترميم ويكفي بوضع مقارنة بسيطة مع مشاريع الترميم في أوروبا. وضربت الوزيرة مثال ترميم أجنحة قصر الحمراء بإسبانيا الذي دام ثلاثة عقود، لتبين مدى حساسية ودقة عملية الترميم، مشددة على أن قطاع الثقافة صعب جدا ولا يمكن لأي كان قول العكس. وأشرفت السيدة خليدة تومي رسميا على إعادة فتح المتحف العمومي الوطني الباردو، الذي تزامن مع إنطلاق شهر التراث، وثمنت جهود الكفاءات الجزائرية على العمل الذي استمر قرابة سبع سنوات، كما قامت الوزيرة بجولة عبر أرجاء المركب المعلم وتلقت شروحا وافية بخصوص عملية الترميم، وقد استهلت جولتها بمعاينة معرض حول ترميم الباردو الذي سيبقى مفتوحا طوال شهر التراث. ويتكون متحف الباردو على العديد من المباني التي ترجع إلى عصور مختلفة، متمازجا مع طبيعة الحديقة الغناء للملك مصطفى باشا (مصطفى باشا 1798 إلى 1805) الذي أعطي اسمه لكل الضاحية الجنوبية للجزائر العاصمة، ويتميز معلم الباردو بمكعباته البيضاء المتدرجة، زخرفته الغنية، أسطحه، فناء الرخام الرائع والفناء الحميمي الذي لا يقل جمالا، والمعروف بالفناء العلوي، إضافة إلى ذلك وسط الدار والقاعات المحيطة به والحمام. وصنف متحف الباردو كمعلم تاريخي منذ سنة 1985، ودعت دراسة أجريت في عام 2000 إلى وجوب ترميمه.