انتقل عبد القادر زرار أول أمس إلى جوار ربه عن عمر يناهز ال 79 سنة، وقد عانى لفترة طويلة، حسب شهادة أحد أقاربه، الذي كنا نسأله عن الحالة الصحية لعبد القادر كلما التقينا به، حيث بقي طريح الفراش لمدة تفوق الخمس سنوات بعد أن صعب عليه المشي. وقد شكل حادث السير الخطير الذي تعرض له زرار رفقة فريقه السابق رائد القبة يوم 12 فيفري 1987 بمنطقة عين الحجل، تحولا كبيرا في حياته، حيث أجبره على الانسحاب من الحياة الرياضية، وظل يخصص وقته فقط للحفاظ على بدنه بعد أن أصبح لا يقدر على المشي إلا بالارتكاز على عصي. وقد كان زرار يزور بانتظام الأقسام الرياضية لكثير من الجرائد لعرض حالته الصحية، بعد أن أصبحت منحة الضمان الاجتماعي التي كان يتلقاها غير كافية لسد حاجيات عائلته، كما راسل وزارة المجاهدين في كثير من المرات لكي يعاد النظر في منحته كمناضل قديم أيام الثورة التحريرية بصفته لاعبا سابقا في فريق جيش التحرير الوطني، إلا أن ثقل السنين وازدياد آثار المرض على جسمه جعلاه يتوقف عن السير وبقي طريح الفراش إلى غاية وفاته. بدأ زرار مشواره الكروي قبل الاستقلال، حيث لعب ضمن فريقي "سات" الفرنسي و«حمام الأنف التونسي"، وكان له شرف الانضمام خلال سنوات انطلاق الثورة إلى فريق جبهة التحرير الوطني وأصبح من بين منشطيه الأساسيين إلى جانب اللاعب الشهير كريمو، الذي التحق باتحاد الجزائر عند نيل الاستقلال والحارس الكبير علي دودو الذي لعب فيما بعد ضمن فريق جبهة التحرير الوطني واتحاد عنابة. بعد الاستقلال، لعب عبد القادر زرار لفترة قصيرة مع اتحاد الجزائر، قبل أن يختار الانضمام إلى النادي العاصمي الكبير شباب بلكور آنذاك، الذي قضى فيه الفترة الكبيرة من مشواره الكروي، إلى جانب لالماس وكالام وعاشور وأحمد أعراب وناسو، وكان يشكل ضمن هذا الفريق، ثنائي وسط الدفاع رفقة زميله مذهبي، وبعد ذلك اختار مهنة التدريب، وقد ترك بصماته في هذا المجال مع رائد القبة، الذي نال معه لقب بطولة القسم الأول في 1981 بفضل امتلاكه تشكيلة كانت مكونة من لاعبين كبار على غرار عصاد وقاسي السعيد محمد ومغيشي وصبار والإخوة بومعراف وصفصافي وفروم وسعد الدين وغيرهم من اللاعبين، الذين صنعوا أمجاد هذا النادي المتواجد حاليا في دهاليز بطولات الأقسام السفلى، غير أن المشاكل التي شهدها رائد القبة في تلك الفترة لم تسمح لزرار بالاستمرار في تدريب الفريق، حيث كان عرضة لانتقادات كثيرة من أطراف قربية من النادي لم تهضم النجاح الكبير الذي حققه مع رائد القبة وعملت كل شيء لكي يغادر العارضة الفنية. التكريم الوحيد الذي حظي به زرار منذ مرضه، كان أثناء تنظيم مباراة اعتزالية له بملعب أول نوفمبر بالمحمدية سنة 1989، فتغمد الله الفقيد وأسكنه فسيح جنانه.