غلام الله يدعو لاستراتيجية موحّدة تراعي الطابع المغاربي الإسلامي دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف، السيد أبو عبد الله غلام الله، إلى ضرورة التفكير في إستراتيجية وطنية موحّدة لبناء وتشييد المساجد عبر الوطن، مشدّدا في ذلك على أهمية احترام الطابع المعماري المغاربي الإسلامي حفاظا على الهوية الوطنية الإسلامية من الزوال والاندثار. وخلال إشرافه أمس الأحد بمقر وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بحيدرة (الجزائر العاصمة) على اللجنة العلمية لإعداد نمطية بناء المساجد وملحقاتها، بحضور خبراء ومختصين في البناء والهندسة المعمارية من شرق وغرب الوطن، وممثلين عن وزارة السكن والعمران، أكد غلام الله على ضرورة الالتزام بالطابع المغاربي الإسلامي في بناء وتشييد المسجد وتهيئة محيطه وملحقاته، باعتباره مؤسسة دينية أصيلة تلعب دورا محوريا في تهذيب الحياة العامة وتلقين كتاب الله وتربية النشء الصالح. وأشار غلام الله في هذا الإطار، إلى ضرورة الاهتمام أكثر بالطابع الهندسي والجمالي في بناء المسجد والسّهر على تقديمه في أحسن صورة تضاهي المكانة العلمية والتربوية التي يتمتع بها في المجتمع، مذكرا بأنه لا مانع من التفكير في استحداث أشكال معمارية جديدة في إقامة مشاريع إنجاز المساجد، مع التقيّد بالصبغة المغاربية الإسلامية في التشييد لاسيما فيما يتعلق بالقبب والمنارات والأقواس ومختلف الملحقات الفنية والجمالية الأخرى. ودعا في هذا السياق، كافة الخبراء والمختصين ومسؤولي مكاتب الدراسات المعمارية المشاركة في اللقاء، إلى المساهمة الفعّالة في تقديم المقترحات العلمية والتقنية والتكنولوجية ذات الصلة المباشرة بموضوع إعداد نمطية موحّدة في بناء المساجد وملحقاتها، معتبرا أن النقاش المفتوح بين هؤلاء المهنيين والشركاء الاجتماعيين والمصالح التقنية المرافقة، من شأنه صياغة مقترحات وآراء من شأنها تعزيز الإستراتيجية الوطنية المتعلقة ببناء هذه المعالم التاريخية والحفاظ عليها وترميهما. واستمع ممثل الحكومة مطوّلا إلى الانشغالات والعراقيل التي تواجه مديري الشؤون الدينية عبر الولايات، إلى جانب المشاكل التي تواجه سير بناء المساجد وترميمها بولايات قسنطينة ووهران وتلمسان، إلى جانب الحلول والمقترحات التي تم تقديمها في هذا الإطار. وتطرّق المشاركون إلى عدّة عراقيل تصعب عملية مباشرة ومتابعة ترميم المساجد، على غرار النقص الفادح في اليد العاملة الفنية والمؤهلة، خاصة مع ضخامة حجم هذه المشاريع إلى جانب نقص المختصين في الزخرفة الإسلامية العريقة في المحيطات الداخلية لهذه المنشآت باعتبار أن هذا الاختصاص ينفرد به حرفيون ومهندسون مغاربة. ويضاف إلى ذلك مشكل آخر، يتمثل في محاولة بعض المحسنين والجمعيات الدينية ببعض ولايات الوطن، فرض شكل معماري معين على المهندسين، وهو ما يؤثر سلبا على شكل المشروع في نهاية المطاف. ودعا المشاركون من جهة أخرى، إلى ضرورة إعداد دفتر شروط بنمطية بناء المساجد، إلى جانب اقتراح دليل تقني خاص بهذه العملية يضم كافة الجوانب التقنية من تصميم وهندسة مضادة للزلازل. وفي الأخير، أعلن وزير الشؤون الدينية والأوقاف، عن تنظيم ملتقى وطني خاص بنمطية المساجد ستحتضنه قسنطينة لاحقا، سيكون تحت إشراف الوزارة إلى جانب وزارة السكن والعمران. وسيكون هذا الملتقى فرصة لتسليط الضوء أكثر على هذا الجانب الهام من مرحلة بناء وتشييد مثل هذه المشاريع.