تدفق جمهور غفير، سهرة أول أمس بفندق الهيلتون بالجزائر العاصمة، على الحفل الذي نشطه الكوميدي المغربي المغترب جمال دبوز، ولم يمنع سعر التذكرة الخيالي من تشكيل طوابير طويلة حتى قبل بداية العرض بحوالي ثلاث ساعات. بعد دخول أفراد الأسرة الإعلامية وجلوسهم، بدأ الجمهور يدخل تِباعا حتى امتلأت الخيمة الكبرى التابعة للفندق عن آخرها، ووجد العديد من الحاضرين أنفسهم من دون مقاعد، الشيء الذي يؤكد أن التذاكر قد بيع منها أكثر ما تسع قاعة العرض، واستاء العديد منهم للوضع، خاصة وأنهم دفعوا مقابل مشاهدة الكوميدي جمال دبوز 5000 دينار، ليجدوا أنفسهم في الأخير جالسين على الأرض، ومنهم من وقف طوال مدة العرض على الجناحين. العرض الذي كان من المفروض أن يبدأ على السابعة والنصف مساء، انطلق في حدود الساعة التاسعة إلا ربع، بعد أن تمت تهدئة القاعة بسبب نقص الأماكن، وقد استهل السهرة الكوميدي المغربي المغترب “جمال” الذي أدى وصلته الفكاهية التي تفاعل معها الجمهور بشدة، فجاء بعده نجم السهرة جمال دبوز الذي أدى عرضا أشبه بحصة تعارف مع الجمهور العاصمي، تناول فيها مجموعة من المواضيع التي لفتت انتباهه فور وصوله إلى الجزائر، وهي في مجملها ظواهر معروفة عند الجزائريين. وحاول دبوز، الذي يزور الجزائر لأول مرة في إطار جولته الفنية العالمية، أن يستفز الحاضرين بتعليقاته الساخرة، لكن معظم حركاته معروفة وقد شاهدها محبوه على القنوات الفضائية أو على “اليوتوب”، لذلك لم يستطع أن يرفع من جرعة المتعة التي انتظروها، إذ لم يخصّهم بعرض مميز، على عكس الجمهور الذي استقبله استقبالا حارا، ومرت فترات كان الحضور هو الممثل، وجمال دبوز هو المتفرج. وعلى مدار ساعتين من الزمن، صال وجال الكوميدي المغترب على منصة العرض، وهو المعروف عنه أنه يتحرك كثيرا على المسرح للفت انتباه المتفرجين، وخلال عرضه، عرج على المطالبة بقاعة عرض حقيقية تتوفر على الشروط التقنية الحقيقية للعروض، وقال: “أتمنى عندما آتي في المرة المقبلة أن أجد قاعة عرض حقيقية”، وبعد ما تناول العديد من المواضيع، تطرق نجم الكوميديا الأول في المغرب وبفرنسا إلى مسألة الحدود بين البلدين الجارين، وقال في مزحة له: “يجب توقيف التهريب الذي كان يتمثل في أعشاب طبية، في إشارة منه إلى المخدرات والقنب الهندي نحو الحدود الجزائرية”. وتطرق الممثل إلى موضوع المهاجرين بفرنسا ووضعيتهم هناك، مؤكدا أن كل المهاجرين المغاربة هم هدية للفريق الوطني لكرة القدم الفرنسي، وأشار إلى أنه أمر مستغرب في فرنسا أن يكون نصف تعداد منتخب الديكة يأكلون الحلال، كما وصف حال زواج مغترب بأجنبية والمفارقات التي تجمع هذا الزواج من خلال عقليتين مختلفتين تماما. ورغم الإمكانيات التي يتحلى بها جمال دبوز في التعبير الجسدي وبتعابير الوجه، إلا أنه لم يتمكن من وضع عرض مسترسل واضح، ليتفاعل معه الجمهور ويدخل معه في متاهات التشويق، إلا أنه خلق بعض الأجواء المرحة في بعض فترات العرض.