جدد سكان بلدية الرغاية، رفضهم التام لتجسيد مشروع المفرغة الذي ستحتضنه مزرعة بورعدة الواقعة بين بلديتي الرغاية وبودواو، والتي اختيرت لها مساحة لا تبعد عن الأحياء السكنية إلا بمسافة قليلة، مما يجعلها مصدرا للكثير من الأضرار الصحية والبيئية، خاصة أن الموقع لا يتوفر على الشروط اللازمة لإقامة مثل هذه المشاريع. وفي هذا الصدد أوضح رئيس خلية الأزمة التي تم تشكيلها عند الإعلان عن المشروع، السيد علي صبيحي، ل«المساء”، أن الجهات المعنية مصرة على تجسيد هذا المشروع رغم رفض المواطنين له، بالنظر إلى انعكاساته الخطيرة على الأحياء المحيطة به. مشيرا الى أنه سيتم تشكيل لجنة الحي التي ستواصل مساعيها لوقف المشروع الذي أصبح يشكل هاجسا بالنسبة للمواطنين الذين يرفضونه بشدة. وحسب المتحدث، فإن 70 ألف ساكن يرفضون أن تتحول المزرعة ذات الطابع الفلاحي إلى مفرغة عمومية، كما أنهم متخوفون مما سيحدث للأحياء المجاورة للموقع الذي لا يشبه المواقع الأخرى لرمي النفايات، مثلما أكدته الزيارة التي قام بها ممثلون عن السكان إلى موقع حميسي بالقليعة وموقع قورصو اللذين يبعدان عن الأحياء السكنية وتتوفر فيهما الشروط، عكس المشروع الذي ستحتضنه الرغاية الذي يتواجد - حسب رئيس خلية الأزمة - بالقرب من المدرسة الابتدائية بوعلام العلوي، التي تضم ألف تلميذ وتبعد عن المسجد ومركز التكوين المهني بحوالي كيلومتر واحد وعن وسط بلدية الرغاية بحوالي 800 متر، كما أنها قريبة من مؤسسات ومرافق هامة منها الملعب البلدي، العيادة متعددة الخدمات ودار الشباب، إضافة إلى الإقامة الجامعية لجامعة بودواو التي يقيم بها ألفا طالب، الأمر الذي سيؤثر على سلامة السكان ويسبب لهم إزعاجا كبيرا، خاصة في فصل الصيف. وأضاف السيد صديقي، أن مدير البيئة لولاية الجزائر، عقد في الأيام القليلة الماضية اجتماعا مع ممثلي السكان وطمأنهم، بأن الموقع يتوفر على الشروط اللازمة، وأطلعهم على وسائل معالجة النفايات، غير أن مخاوفهم لم تتبدد، خاصة أن البلدية نفت مسؤوليتها، كما أن مسؤوليها رفضوا تقديم رسالة مكتوبة تؤكد رفضهم للمشروع كما يزعمون. وحسب السيد صبيحي، فإن الوصاية أعطتهم نظرة مغايرة عن حقيقة المفرغة، حيث أكدت بأن المشروع عبارة عن مركز ردم تقني، غير أنهم اكتشفوا أنه عبارة عن مفرغة عمومية، تخلو من المعايير والشروط الضرورية لإنجاز مركز للردم، وهذا في الوقت الذي ينتظر فيه السكان رفع الضرر عن المنطقة وما تسببه النفايات من انعكاسات على صحة المواطنين وتشويه جمال الرغاية، خاصة أنها تتواجد بكثرة في وسط المدينة.