هل سيُحدث العمل الأدبي “فواصل في ضجة” للكاتبة الإعلامية سارة حيدر، “ضجة” في عالم الأدب الجزائري؟ هل سيكون بمثابة فاصلة يتوقف عندها المهتمون بهذا المجال من الإبداع؟ ربما.. خاصة أنه ظفر بجائزة المحطة الأدبية للجزائر 2013. أطلقت سارة حيدر التي نشّطت مؤخرا بمكتبة العالم الثالث، عملية بيع بالإهداء لكتابها الأخير “فواصل في ضجة”، صفة “شبه الرواية” أو “رواية بالتقريب” على أول مولودها باللغة الفرنسية، كاشفة ل “المساء” عن خروجها عن دائرة المألوف في الرواية الكلاسيكية والمعاصرة واتباعها أسلوبا جديدا، جعلها تصنف عملها خارج الأساليب المتعوَّد عليها. وأضافت سارة أنّها ترفض القواعد المتّبعة في الكتابة الروائية مثل تحديد الحبكة والزمان والمكان، حتى إنها تتهكم منها، ولهذا أطلقت على عملها الأخير صفة “شبه الرواية”؛ ليس تواضعا منها ولا إنقاصا من قيمة عملها، بل لأنّها تراها غير شبيهة بالرواية سواء من ناحية أسلوبها أو قواعدها رغم أنها تضم أيضا شخصيات وقصة ليس من السهل تفكيك رموزها. جديد سارة لم يكن فقط في الأسلوب المتّبع في الكتابة، بل أيضا في اختيار اللغة؛ حيث أن رصيدها يتشكل من ثلاث روايات باللغة العربية، فما الذي دفعها هذه المرة إلى الكتابة باللغة الفرنسية؟ وتجيب الكاتبة بأن مسألة اللغة في الأدب عاقر؛ لا بَنين لها، مضيفة أنها لا تؤمن بعبقرية الكتابة بلغتين، ولهذا فبعد أن استنفدت طاقتها الإبداعية باللغة العربية ها هي اليوم تنتقل إلى اللغة الفرنسية، وتُصدر عملا جديدا عن دار نشر “أبيك”. وفي هذا السياق، اعتبرت المتحدثة أنها لن تعود إلى الكتابة باللغة العربية حتى لا تكرر نفسها، مضيفة أنه بعد توقف دام خمس سنوات عن الكتابة الأدبية عادت بكتاب باللغة الفرنسية، التي فرضت نفسها عليها من خلال المطالعة والسفر والعلاقات، كما أنها لغة جميلة أيضا ومثيرة، وتوفّر فرصا جديدة في الكتابة. هل تمثل الكتابة حاجة لا تردُّد فيها لكاتبة روايات “زنادقة” و”لعاب المحبرة” و”شهقة الفرس”، أم أنها تدخل في غمار الحب؟ تجيب الكاتبة الفائزة بجائزة “أبوليوس” للمكتبة الوطنية الجزائرية، بأنّ الكتابة حب وحاجة في آن واحد، كما أنها تحقق لها نشوة لا قرين لها، إلا أنها تضيف بأنّ العلاقة بين الكاتب وما يكتبه معقَّدة جدا، وتتطلب منه بذل الكثير من الجهد؛ قد تصيب صحته، كما أنها تعزله عن الآخرين وتدفعه إلى أن يصبح متطلبا مع من يحيطون به؛ باعتبار أنه يعيش في زمن ما مع شخصياته، وحينما يخرج إلى الواقع يصطدم بالزيف والنفاق والسطحية. وماذا عن الكتابة الصحفية؟ ألم تعد تكفي لسد رمق سارة من الكتابة؟ وتجيب سارة بأن الكتابة الصحفية مهنة، بيد أن الكتابة الإبداعية موهبة، كما أنها تعشق عملها الصحفي الذي مكّنها من السفر والتعرف على الأدباء والفنانين، والكتابة الأخرى مختلفة تماما عن سابقتها، وأسلوبُها في كتابتها مختلف تماما عن الأسلوب الذي تتّبعه في عالم السلطة الرابعة. أما عن الكتابة الأدبية فتعتقد سارة الصحفية بجريدة “الجزائر نيوز” (القسم الفرنسي)، أنها ليست سهلة، وتتطلب البحث والتعمق في الكثير من الأمور، حتى إنها شبّهتها بممارسة الحب للغة حينما تستكشف الكثير من الأمور التي كانت متخفية، ومن بينها سبل جديدة في تحقيق جماليات الكتابة.