يتنافس تسعة أدباء جزائريين على جائزة ''التوقف في الجزائر''، ضمن المبادرة الأدبية التي تحاكي أدب الرحلة والتي ينظمها فندق السوفيتال بالعاصمة، ومن بينهم شباب يشاركون بأول عمل أدبي لهم في مواجهة الأديب أمين الزاوي وعدد من الكتاب الجزائريين الذين يقدمون روايتهم باللغة الفرنسية. رغم أن الجائزة ليست مصنفة ضمن الجوائز الأدبية البارزة، إلا أنها تمثل فرصة لجسّ الإيقاع الأدبي بين الشباب والجيل القديم. كما تحاول الأديبتان الشابتان أمل المهدي وسارة حيدر أن تجدا لهما مكانة لأول مرة بين الجوائز عبر الأهداف التي سطرتها جائزة ''التوقف في الجزائر''، لتشجيع اللقاءات الأدبية بين الكتاب الفرنسيين والجزائريين ورفع مستوى الوعي لدى الكتاب الجزائريين الجدد في الجزائر وفرنسا، كما يشير البيان الصحفي الخاص بالتظاهرة والذي تسلمت ''الخبر'' نسخة منه ''يهدف الملتقى لإنشاء ارتباط بين الأدب والسينما عبر تشجيع الشباب الجزائري على معالجة مشاكل تطور الأدب في كل من الجزائر وفرنسا''. ويتضمن البرنامج الثقافي ندوات ينشطها كل كاتب، وبيع بالتوقيع للروايات صادرة عن دار البرزخ والقصبة و''ابيك بال لاتر'' و''ميديا بليس'' المتنافسة على الجائزة. وسيتم إعلان الفائز بالجائزة يوم 24 ماي الجاري، في المسابقة التي تشرف عليها لجنة تحكيم برئاسة الكاتب الفرنكو جزائري، أكلي تجار، ومشاركة الكاتب الفرنسي دينيس لابايل والباحثة الفرنسية بيجي دردار التي عرفت بكتابها عن المهجرين الجزائريين ومجزرة 17 أكتوبر 61 وكتاب جزائريين آخرين. وبالإضافة إلى سارة حيدر ونصها المحموم بعواطف الحب والتمرد والخيال الذي ترسمه ''جنوح الفواصل'' متشابكة بين الجريمة والتعذيب والاستغلال الجنسي للأطفال واليأس النهائي الذي يلتقيه القارئ في منعرجات الرواية التي من شأنها أن تكون أسطورة رائعة، تقف أيضا الأديبة الشابة أمل المهدي، بروايتها الأولى ''الحسناء والشاعر''، بحثا عن فرصة تتويج أولى، بقصة تنسج العواطف ومشاعر الحب في صحاري الجزائر، خلال القرن التاسع عشر والعشرين، على نحو قصص الحب المستحيل كقيس وليلى أو روميو وجولييت. هذه الرواية المسافرة في زمن العشق، تخلد قصة حب مأساوية في قصائد رائعة الجمال. لا تروي أمل العشق فقط، بل أيضا تقلبات الحياة في وجه مدينة الأغواط سنة .1870 ومن أبرز المنافسين للشباب، يقف أمين الزاوي الذي له عشر روايات، ليدخل المسابقة بآخر إصداراته الأدبية ''يهودي تمنطيط الأخير''، التي يتطرق فيها إلى تاريخ الوجود اليهودي في الجزائر، حيث يتنقل بنا مع قصة عبدالكريم المغيلي القادم من تلمسان تحديدا منطقة ''توات'' إلى القرن الخامس عشر، حيث تعرض اليهود، وفق النسق الخيالي للرواية، للتصفية، ولم يبق منهم إلا يهودي واحد يخفي ديانته. الرواية التي فتحت النقاش سابقا، تشاركها روايات تكتبها أقلام من الجيل القديم، مثل حبيب أيوب بروايته الأخيرة التي يرسم فيها صورة مجتمع يئن، بسبب انعدام الأمن الفكري وانتشار النظام الغوغائي والاستعراضي. على نحو مؤلم، يسطر حبيب أحداث أكتوبر 1988 بطريقة لاذعة، مضحكة وبأسلوب كاريكاتوري يجسد، من خلاله، الكاتب كل ما يندد به في الواقع. كما تسلّط المسابقة الضوء على الكاتب بن عمار مديان المعروف بصداقته مع كاتب ياسين وكيف ترجم تلك العلاقة في كتاب ''كاتب ياسين قلبه بين أسنانه''، ويشارك بأول رواية له تحمل عنوان ''جورجس بوكبرين'' وهي قصة تجمع بين السيرة الذاتية وإشراك القارئ في كتابة رواية أخرى خيالية تسرد قصصا من القرية. كما تضم المسابقة رواية ''أمنية أخيرة قبل الفجر'' التي تعتبر الأولى لجمال خرشي، وكذا جمال الدين مرداسي في روايته ''مازق ملتيس'' التي يحاول فيها التركيز على البحوث التي ناقشت واقع الجزائر وإعادتنا إلى تاريخنا المتشظي بين فيضانات باب الواد، وكيف كان شيطان الإرهاب في الجزائر متعطشا للدم لمدة عشر سنوات، بطريقة جديدة، أكثر إثارة وأكثر جزائرية، كما يسلط الضوء على الطموح مع الأمل في السعادة تحت الركام، من خلال دمجهما في قصة لها تسلسل هرمي تستفز السلطة وتضحك على غريزة البروجوازية، دون أن تنسى قلق البسطاء في الحياة. ويمهد اللقاء أيضا الطريق للكاتب فريد بن يوسف القادم من عالم الاقتصاد إلى عالم الأدب والذي سبق أن أثارت روايته بالفرنسية ''الأسود لا يليق بك'' جدلا، بسبب تشابه اسمها مع رواية أحلام مستغانمي الأخيرة، رغم أنه كان الأسبق في إصدار الرواية من أحلام، وهو يدخل المسابقة بروايته الثانية والجديدة ''عشاق قرطبة'' التي تعكس أسلوبه الأدبي الذي يتميز بالتركيز على الحب وموضوع الهجرة غير الشرعية.