ندد رئيس الوزراء المصري، هشام قنديل، أمس بشدة، بمقتل أربعة مصريين شيعة في هجوم استهدفهم من قبل مجموعات، قيل أنها سلفية تنشط في محافظة الجيزة إلى الجنوب من العاصمة القاهرة. وتأتي هذه الحادثة لتزيد في حدة التوتر والأجواء المشحونة التي تعرفها مصر هذه الأيام، على خلفية الانقسام الحاصل بين شرائح المجتمع المصري، الذي انقسم على نفسه بين مؤيد ومناهض لنظام الرئيس محمد مرسي. ووصف مكتب رئيس الوزراء ما حدث بأنها” جريمة شنعاء تتعارض تماما مع مبادئ الدين الإسلامي السمح”. حيث قتل أربعة مصريين شيعة وأصيب آخرون، في هجوم استهدفهم من قبل حشد من سكان منطقة أبو مسلم الواقعة بمحافظة الجيزة القريبة من القاهرة، عندما كانوا مجتمعين بمنزل شخص قيل أنه زعيم الطائفة الشيعية في مصر، التي تمثل نسبة واحد بالمائة من الشعب المصري. والملفت، أن هذه الحادثة المميتة ذات الطابع الطائفي جاءت والساحة المصرية تعيش أجواء مشحونة، على خلفية مظاهرات احتجاجية حاشدة دعت المعارضة المصرية إلى تنظيمها الأحد القادم للمطالبة برحيل الرئيس الاخواني محمد مرسي، بالتزامن مع الذكرى الأولى لاعتلائه كرسي الرئاسية في مصر. وتصاعدت المخاوف من احتمال اندلاع أعمال عنف في مصر، في ظل الدعوات التي تطلقها هذه الجهة وتلك، لتنظيم مظاهرات عارمة بين مؤيدة ومناهضة للرئيس المصري محمد مرسي. وبينما أكدت عديد قوى المعارضة المشاركة في مظاهرات 30 جوان، على غرار جبهة الإنقاذ الوطني ونشطاء التمرد المناهضين للرئيس مرسي، الذين أكدوا أنهم تمكنوا من جمع 15 مليون توقيع من أجل المطالبة بانتخابات رئاسية مسبقة، دعا من جهته تحالف القوى الإسلامية إلى تنظيم مظاهرات تأييد مفتوحة للرئيس مرسي الجمعة القادم. وأمام هذا التصعيد، خرج الجيش المصري عن صمته، بعدما أكد استعداده للتدخل في حال حدوث أية اضطرابات في البلاد، جراء هذه المظاهرات التي من المتوقع أن تكون حاشدة وتشمل مختلف المحافظات المصرية. وقال وزير الدفاع المصري، الجنرال عبد الفتاح السيسي، إن “القوات المسلحة من واجبها التدخل من أجل منع مصر من الدخول في نفق مظلم من نزاعات وإضرابات”. ودعا “الجميع دون أي مزايدات لإيجاد صيغة تفاهم وتوافق ومصالحة حقيقية لحماية مصر وشعبها”. وقال “لدينا من الوقت أسبوع يمكن أن يتحقق خلاله الكثير، وهي دعوة يفرضها حب الوطن وحاضره ومستقبله”. وتعد هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها وزير الدفاع المصري بهذه اللهجة التحذيرية، منذ بدء تصاعد الصراع بين القوى السياسية، في بلد لم يعرف طعما للاستقرار رغم تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية حرة أفرزت سلطة منتخبة.