تعرف شواطئ العاصمة، على غرار الولايات الساحلية الأخرى بحركية سياحية مكثفة يترجمها التوافد الهائل للمصطافين القادمين من شتى أنحاء الوطن وخارجه، وقد لاحظنا خلال الخرجة الميدانية للشواطئ الأكثر استقطابا بغرب العاصمة، على غرار الحمامات، عين البنيان واسطاوالي، أن المشرفين على موسم الاصطياف قاموا بكل الإجراءات والتدابير لاستقبال المصطافين في أحسن الظروف. تضافرت جهود العديد من البلديات الموجودة على الشريط الساحلي للعاصمة، بالتنسيق مع الهيئات، المؤسسات والمديريات، على غرار مؤسسة رفع النفايات المنزلية ”ناتكوم” ومؤسسة صيانة الطرق والتطهير لولاية الجزائر ”أسروت” لإنجاح موسم الاصطياف، حيث تجندت مصالح كل البلديات الساحلية منذ شهري أفريل وماي للتحضير للموسم، فيما تركزت جهود مصالح الأمن والحماية المدنية على الشواطئ لحماية الأشخاص وممتلكاتهم، وهو الأمر الذي لاحظناه خلال خرجتنا الميدانية لشاطىء مارتان ببلدية الحمامات، ميناء جميلة بعين البنيان وشاطىء النخيل باسطاوالي.
شاطيء خاص بالنساء كمبادرة أولى ببلدية الحمامات وكانت وجهتنا الأولى إلى بلدية الحمامات من أجل الوقوف على الإجراءات التي قامت بها البلدية، تحسبا لموسم الاصطياف، لاسيما أنها من أكثر البلديات الساحلية التي تشهد إقبالا منقطع النظير من قبل السياح والمصطافين من كل أنحاء الوطن، حيث أكد نائب رئيس المجلس البلدي، السيد كريم زايد المشرف على ملف موسم الاصطياف ل ”المساء ”، أن شواطئ البلدية تشهد سنويا إقبالا كبيرا للمصطافين، مما جعل السلطات المحلية تنطلق في تحضيراتها منذ شهر ماي الماضي، حيث قامت بتنظيف كل الممرات المؤدية إلى الشواطئ الخمسة الموزعة على تراب البلدية والمسموح بالسباحة فيها، وكل الطرق المحاذية لها، على غرار شاطىء مارتان، التوأم والعصافير، وهي الشواطىء الأكثر شعبية، وذكر محدثنا أن التحضير لموسم الاصطياف هذه السنة تعزز بشاطىء جديد خاص بالنساء لا يسمح فيه بدخول الرجال، إذ تعد هذه المبادرة الأولى في الجزائر، على أمل تعميمها في مختلف البلديات، كما خصصت البلدية بالتنسيق مع المواطنين، الجمعيات، مؤسستي ”ناتكوم” و"أسروت” كل سبت للقيام بحملات تنظيفية لإبقاء الشوارع والشواطىء نظيفة، وتقديم صورة حسنة للمصطافين عن بلدية الحمامات، وبما أن موسم الاصطياف لهذه السنة على غرار السنة الماضية، سيتزامن مع حلول شهر رمضان المعظم، حيث يشهد إقبالا واسعا للعائلات لتمضية سهرات رمضان على الشاطىء، عرج محدثنا على الإجراءات الاستثنائية التي ستقوم بها مصالح البلدية للسهر على جعل الشواطئ في متناول العائلات المصطافة بعد الإفطار، حيث عكفت على تزويدها بالإنارة العمومية، إلى جانب ضمان توفير الأمن، كما سطرت عددا من البرامج لإضفاء طابع خاص للموسم الاصطيافي، وضمان الراحة لسكان البلدية، كالنشاطات الرياضية والترفيهية، على غرار الكرة الطائرة الشاطئية، الملاحة الشراعية، إلى جانب حفلات شعبية، مشيرا إلى أن محلات الأكل ستعمل إلى غاية منتصف الليل على الأقل، كما تسهر البلدية على فرض الرقابة على محلات الأكل والمثلجات لضمان سلامة المواطنين من أي تسممات غذائية.
شاطئا ”جميلة” و”البحر الأبيض المتوسط” قبلة للسياح بدون منازع وكانت وجهتنا الثانية صوب شاطىء ”جميلة” بعين البنيان الذي اكتسى حلة جميلة بفضل جهود السلطات المحلية التي وفرت كل الظروف المناسبة لاستقبال مصطافيها بنصب المظلات وتوفير أعوان النظافة، ونحن نتجول في هذه المدينة العتيقة، لاحظنا كيف أعيد الاعتناء بالجوانب السياحية للمدينة، فالمحيط النظيف كان القاسم المشترك لجميع أزقة المدينة العتيقة والجديدة التي بنيت في إطار التوسع العمراني للمدينة، طيلت بألوان زاهية لاستقبال زوارها، الأمر الذي أثار انتباه العائلات التي وجدناها بشاطىء ”البحر الأبيض المتوسط” للاستمتاع بزرقة مياه البحر والرمال الذهبية، حيث أكدت مواطنة قادمة من بشار أنها تأتي كل سنة لهذه المنطقة لقضاء أوقات صيفية مريحة بعد عام من العمل والجهد، موضحة أنها تختار شاطىء ”جميلة” وشاطىء ”البحر الأبيض المتوسط” لأنه مريح ونظيف، تتوفر فيه كل الشروط لقضاء صيف بدون متاعب، فيما أكد بعض الشباب الذين اقتربنا منهم، أنهم يحبون القدوم إلى ميناء ”الجميلة” في الفترة المسائية للسباحة ولعب الدومينو والشطرنج، خصوصا مع توفر الأمن، كما تقربنا من أحد أعوان الحماية المدنية، فأكد لنا أن شاطىء ”البحر الأبيض المتوسط” يستقبل عددا هائلا من المصطافين، وأن السلطات المحلية سخرت كل الظروف لإنجاح موسم الاصطياف، مشيرا إلى الدور الكبير الذي يقوم به أعوان النظافة من جهة، وأفراد الحماية المدنية من جهة أخرى. بدورهم، استحسن الأولياء وسائل التسلية الموفرة من طرف البلدية بجانب الميناء، كما استحسنت بعض العائلات المطاعم التي تقدم وجبات ساخنة وسط الميناء، في ظل رقابة دائمة من حدوث تسممات غذائية، خصوصا طبق الأسماك الأكثر طلبا من قبل المصطافين، فيما اعتبر البعض الآخر أن أسعار المأكولات بالميناء باهضة للغاية ولا تناسب أصحاب الدخل المحدود.
بلدية اسطاوالي تخطف الأضواء بشواطئها ومطاعمها وختمنا زيارتنا الميدانية ببلدية اسطاوالي، وأول ما شد انتباهنا كثرة المطاعم وإقدام العديد من محلات بيع المثلجات والأكل الخفيف وحتى بعض المطاعم، على وضع طاولاتها خارج المحل، كما أن الشواطىء امتلأت عن آخرها بالمصطافين، خصوصا شاطىء ”النخيل” الأكثر استقطابا، لاسيما بعد الإجراءات والتدابير التي قامت بها البلدية لتوفير المظلات، مواقف السيارات، المراحيض، أعوان النظافة، أفراد الحماية المدنية والأمن، وهو الأمر الذي نال استحسان السياح، حيث يقول أحد المواطنين ل ”المساء”؛ إنه يفضل في كل موسم اصطياف زيارة شواطئ بلدية اسطاوالي على باقي البلديات الساحلية، لأنها تتوفر على وسائل الراحة من شمسيات وكراس، يتسارع الشباب لجلبها وخدمة المواطن، واعتبر عملية تأجيرها بمثابة يد مساعدة للشباب البطال الذي وجد في فصل الصيف الظرف الملائم للعمل والاستثمار، كل حسب إمكانياته، كما أعرب بعض سكان المنطقة عن ارتياحهم لعمليات التطهير والتهيئة التي تشرف عليها السلطات المحلية على مستوى الطرق الرئيسة الكبرى، وتلك المؤدية إلى المنتجعات السياحية، مع تزيين الشوارع بالأعلام من مختلف الألوان والأشكال، أعطت جمالا ورونقا للمدينة الساحلية، كل هذا قصد السهر على راحة وسلامة المصطافين.