يوضع اتحاد الأبيار في خانة الأندية العاصمية التي لم تتوقف عن اتباع سياسة التكوين في كرة القدم، والتي جعلتها محطة هامة في مشوار كثير من اللاعبين المشهورين في بلادنا، ويعد فريق الأواسط نموذجا حقيقيا للنادي في مجال التكوين، بالنظر إلى النتيجة الباهرة التي حققها في البطولة الجهوية الثانية لكرة القدم، حيث ظفر باللقب ضمن مجموعته، متقدما بفارق 15 نقطة على ملاحقه المباشر شباب برج الكيفان. وتوصل هذا الفريق إلى صنع الحدث في الأوساط الرياضية للأبيار التي تعتبره مفخرة كبيرة للنادي، بعد أن فرض سيطرة مطلقة على أطوار البطولة التي لعب فيها، وقد سجل رقما مدهشا في مجال الانتصارات، حيث فاز في إحدى عشرة مباراة بصفة متتالية من بين المباريات الخامسة عشر التي تضمنتها مرحلة العودة لهذه البطولة، ولا شك أن العناية الكبيرة التي أولتها له إدارة النادي تعد من بين أحد الأسباب التي ساهمت في تحقيق هذه النتائج، فقد سخرت للاعبيه كل الإمكانيات البيداغوجية للعمل، وتم وضع تحت تصرفهم الملعب، حيث يصل الحجم الزمني في التدريبات إلى ست ساعات في اليوم، حسب مدربه عبد الحليم مقراني الذي قال عن تشكيلته: ”بروزنا بقوة في البطولة ونيل لقبها عن جدارة واستحقاق، يعود بالدرجة الأولى إلى التحضيرات الممتازة التي خضناها خلال المرحلة التي سبقت انطلاق المنافسة بصفة رسمية، فضلا عن أننا قمنا بغربلة التعداد من خلال انتقاء أحسن اللاعبين الذين كنا نرى فيهم القدرة الكافية على الاستجابة للهدف الذي سطرناه، وما ساعدنا على التحكم في المجموعة، امتلاكها للاعبين يتسمون بالأخلاق والاستقامة، فمنهم من يدرس في الثانوية وآخرون جامعيون، وقد لقوا التفاتة كبيرة من إدارة النادي التي ساعدت البعض منهم ماديا، وساهم هذا الموقف النبيل في خلق جو عائلي كبير داخل الفريق”. وقد استقطب بعض لاعبي فئة الأواسط اهتمام مدرب الفريق الأساسي للنادي رشيد مالك، إذ كثيرا ما اضطر إلى الاستعانة بالبعض منهم لتدعيم تشكيلته في بطولة الأكابر، ونذكر من بينهم؛ دحمون، سفوان، بن طيبة وبن عودة، وشجعتهم هذه الالتفاتة على تكثيف مجهوداتهم في التدريبات، فزادت طموحاتهم في الحصول على مكانتهم ضمن تشكيلة الأكابر في الموسم القادم. ويقر المدرب عبد الحليم مقراني أنه واجه كأي تقني في كرة القدم، ضغوطات كبيرة من أولياء بعض اللاعبين الذين يدخلون في غضب كبير، لعدم اختيار أبنائهم خلال حصص انتقاء تعداد الفريق، إلا أن مقراني أكد في هذا الشأن أن طبيعة العمل الذي ينجزه وأهمية الهدف الذي رسمه سويا مع إدارة النادي لا تتركان له أي مجال لتطبيق سياسة المحاباة التي اعتبرها أحد الأسباب التي ساهمت في تراجع مستوى كرة القدم الجزائرية”. ”أفضل احترام مبادئي على أن أخدم مصالح لا فائدة فيها لكرة القدم”، قال محدثنا الذي أشار أيضا أنه يرتاح كثيرا في عمله مع الفئات الصغرى، لكنه يأمل مع مرور الوقت لتدعيم تكوينه في مجال التدريب بالانتقال عن قريب إلى الخارج، للحصول على شهادة مدرب من الدرجة الثانية. ودرب مقراني في السابق الفئات الصغرى لاتحادية الرياضة والعمل، ونشط كلاعب ضمن أندية اتحاد الجزائر، أمل الأربعاء واتحاد الأبيار.