انطلقت، أمس، بالمركز الثقافي الإسلامي بالعاصمة، سلسلة دروس ”مجالس الموطأ” في شرح كتاب الصيام من موطأ الإمام مالك، بإشراف الأستاذ موسى زروق الذي قدم للحضور تفاصيل عن شعيرة الصيام ضمن تفسير الامام مالك. أشار الأستاذ زروق إلى أن كتاب الصيام موثق في جمع موطأ والذي فسره ونشره الدكتور محمد فؤاد عبد الباقي. «الصيام” هو الكتاب رقم 18 في الموطأ يأتي بعد ”الصلاة” و«الجنائز” ويأتي قبل ”الاعتكاف” ثم ”الحج” أخيرا. الباب الأول خاص بما جاء في رؤية الصوم والفطر، وورد فيه حديث مرفوع للنبي عليه الصلاة والسلام (السلسلة الذهبية عند المحدثين وهي أصدق المراجع) ”لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه فإن غم عليكم فاقدروا له”. وفي حديث آخر ”فأكملوا العدة ثلاثين يوما”. وجاء في الموطأ أن يحيى تلميذ مالك قال سمعته (أي مالك) يقول ”من يرى الهلال وحده عليه أن يصوم ولا يفطر” ومن رأى هلال شوال وحده فإنه لا يفطر لأن الناس يتهمونه بعدم الأمانة”. كما قال يحيى سمعت مالكا يقول ”إذا صام الناس يوم الفطر، فليفطروا أية ساعة كانت من النهار ”أي إذا تبين لهم هلال شوال. يشير المحاضر الذي قدم محاضرته مكتوبة عبر الشاشة إلى أن كتاب الصيام افتتح بالبسملة كغيره من كتب الامام مالك إذ تسبق البسملة الترجمة أي عنوان الكتاب. كتاب ”الصوم” به عدة أبواب وبهذه الأخيرة فصول تجمع مسائل فقهية وفق الترتيب العرفي عند أهل العلم. عرف الإمام مالك الصوم على أنه إمساك حسب قوله تعالى ”إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا” وشرعا فإن الصوم هو إمساك عن مفطرات البطن والفرج من طلوع الشمس حتى غروبها مع حضور النية. أما الفطر فهو قطع الصوم الشرعي بالأكل والشرب. الصيام هو رمض الصائم أي حر جوفه من العطش. والصوم أقسام منها الصوم المفروض (رمضان، الكفارة، المنذور) كما أنه فرض عين أجمعت الأمة على كفر من ينكره. الباب الأول للكتاب خصص لرؤية الهلال إذ أن الصوم يثبت بثبوته، وقد استعرض الإمام مالك العديد من الأحاديث الصحيحة منها ”لا تصوموا حتى تروا الهلال” وأخرى تنهي عن صوم يوم الشك إلا إذا صادف يومي الاثنين أو الخميس في حال كان الإنسان ملتزما بها أو إذا كان يصوم الكفارة وهنا قال الرسول صلى الله عليه وسلم ”لا يصومن أحدكم رمضان بيوم أو يومين إلا أن يصوم صومه” (أي قضاءه أو عادته). الرؤية تثبت بشهادة عدلين أو أكثر وإذا غم بالسحاب مثلا يكمل الشهر30 يوما. الباب الثاني خاص ب«من أجمع الصيام قبل الفجر” أي طبقا للحديث ”لا يصوم إلا من أجمع الصيام قبل الفجر” أي عزم ونوى لضمان صحة الصوم وفي رمضان تكفي النية في الليلة الأولى. في الباب الثالث جاء التعجيل في الفطر ”لا يزال الناس بخير ماعجلوا الفطر” كذلك الحال بالنسبة لتأخير السحور. الباب الرابع خاص بصيام من يصبح جنبا وهو جائز بشرط الاغتسال ثم الصوم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ”أنا أصبح جنبا وأنا أريد الصيام فأغتسل وأصوم”. الباب الخامس خاص بما جاء في الرخصة في القبلة للصائم وكان الرسول يفعل ذلك. الباب الأخير خاص بالتشديد في القبلة للصائم ويحذر مالك من أنه من لم يملك نفسه فليتمتع حتى لا يفسد صيامه. بعدها فتح باب المناقشة مع الحضور وكلها خاصة برؤية الهلال ومبطلات الصيام.