ففي الوقت الذي اعتبرته الولاياتالمتحدة غير كاف وهددت بفرض سلسلة جديدة من العقوبات ضد طهران، رحبت ايران بمضمونه واعتبرته دليلا كافيا على دحض ادعاءات الدول الغربية في سعيها إلى امتلاك السلاح النووي· وكان محمد البرادعي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أكد في عرض قدمه نهاية الأسبوع أن ايران أبدت استعدادها للتعاون مع مفتشي الوكالة وقدمت كل التسهيلات وأجابت على الأسئلة المطروحة حول برنامجها النووي، إلا أنه اعتبر تعاونها غير كاف بسبب رفضها زيارات المفتشين الدوليين لعدد هام من منشآتها النووية· وأشار البرادعي في تقريره الى أن طهران تواصل تخصيب اليورانيوم وقد زادت من عدد أجهزة الطرد المركزية المخصصة للتخصيب الصناعي الى ثلاثة آلاف جهاز· وفي ردها على مضمون التقرير استغلت الولاياتالمتحدة اشارة هذا الأخير إلى عدم كفاية ذلك التعاون وجددت تمسكها بفرض عقوبات جديدة على طهران· وقالت دانا بيرينو المتحدثة باسم البيت الأبيض أن بلادها ستعمل بالتعاون مع باقي البلدان الأعضاء في مجلس الأمن الدولي وألمانيا باتجاه فرض سلسلة ثالثة من العقوبات الدولية· كما حذرت الولاياتالمتحدة الصين من فشل المساعي الدبلوماسية في تسوية الملف النووي الايراني في حال معارضتها فرض عقوبات على طهران· وقال السفير الأمريكي في الأممالمتحدة زلماي خليل زاده أن بلاده ستسعى للحصول على تعاون صيني لاتخاذ قرار ثالث في مجلس الأمن الدولي في هذا الاتجاه· والموقف نفسه اتخذته اسرائيل التي عبرت عن خيبة أملها من مضمون التقرير الذي لم يعرض طموحات طهران في امتلاك الأسلحة النووية مقابل ذلك اختلفت قراءة طهران لمضمون التقرير الذي رحبت به واعتبرته كافيا لتفنيد مزاعم الدول الغربية ولا سيما الأمريكية في إدعاءاتها بأن البرنامج النووي الإيراني يحمل أهدافا عسكرية· ووصف الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد تقرير مدير الوكالة محمد البرادعي بأنه "واقعي نسبيا وخال من أي ضغوط لبعض القوى العظمى" في إشارة إلى الولاياتالمتحدة· وأضاف أن التقرير كشف الآن أن المعلومات السابقة والتي تم على أساسها فرض عقوبات دولية ضد بلاده كانت خاطئة، وطالب الدول الغربية التحلي بالشجاعة الكافية للاعتراف بارتكابها لأخطاء· وكان من جانبه كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي أكد أن بلاده أجابت على كل أسئلة الوكالة وحذر من أن التعاون معها سيتأثر إذا أمر مجلس الأمن الدولي بفرض سلسلة جديدة من العقوبات·