عاد الملف النووي الإيراني إلى الواجهة على خلفية التقرير الذي أعدته الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتشديد لهجة الإتهامات والتهديدات المتبادلة بين طهرانوواشنطن بسبب تمسك الأولى ببرنامجها النووي وادعاءات الثانية بأنه يضفي إلى أهداف عسكرية· وحذر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس، الولاياتالمتحدةالأمريكية من مغبة شن هجوم عسكري ضد بلاده لحملها على التخلي عن برنامجها النووي بالقوة· وجاء تحذير الرئيس الإيراني رغم أنه أكد في تصريح صحفي أن الولاياتالمتحدة غير قادرة في الوقت الراهن على شن عملية عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية· وأضاف أنه في حال حدوث ذلك فإن الأمريكيين يندمون على فعلتهم تلك· واعتبر الرئيس الإيراني أن الولاياتالمتحدة غير مستعدة حاليا لا على المستوى الاقتصادي ولا على المستوى السياسي ولا حتى العسكري للدخول في مغامرة أخرى بالمنطقة بشنها الحرب على إيران· وتأتي تصريحات الرئيس نجاد غداة عرض محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتقريره حول البرنامج النووي الإيراني· وقد أشاد التقرير بتعاون طهران مع المفتشين الدوليين من حيث تسهيل الإتصالات بالمسؤولين المعنيين والإجابة على الأسئلة المطروحة حول مفاعل "نانتز" وسط إيران، لكنه بالمقابل اعتبر ذلك التعاون غير كاف مما يجعل الوكالة غير قادرة من التأكد إن كان برنامج إيران النووي سلميا بحثا أو يخفي وراءه نوايا عسكرية· وقد استغلت الولاياتالمتحدة إشارة عدم الكفاية التي تضمنها التقرير لتجدد تمسكها بفرض سلسلة ثالثة من العقوبات الدولية على طهران داخل مجلس الأمن الدولي· وهو ما جعل الرئيس الإيراني يعتبر أن واشنطن لا تريد شن الحرب ضد طهران ولكن تسعى بكل الطرق إلى الضغط على أعضاء مجلس الأمن الدولي لتحويل الرأي العام الدولي عن المأزق الذي تتواجد فيه، في إشارة واضحة إلى تورط القوات الأمريكية في المستنقع العراقي· يحدث ذلك في الوقت الذي ينتظر أن ينتقل فيه مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران لمواصلة طرح أسئلتهم حول البرنامج النووي· وقال غلام رضا أغا زاده، رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، أمس، أن مسؤولي الوكالة سيشرعون خلال الأسبوعين المقبلين في زيارة أخرى لطرح أسئلة حول مسألة وجود إشعاعات نووية بإحدى الجامعات في طهران في إطار الإتفاق الموقع بين الطرفين شهر أوت الماضي· وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية طرحت شهر سبتمبر الماضي سلسلة من الأسئلة حول مصدر جزيئات اليورانيوم التي تم العثور عليها على تجهيزات في إحدى الجامعات العلمية بالعاصمة طهران·