خرج آلاف الفلسطينيين بالنقب وبمختلف الأراضي المحتلة أمس، في مظاهرات غضب ضد إقرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي لمشروع استيطاني ضخم، يضاف إلى مأساة شعب توالت عليه النكبات منذ ستة عقود مضت. ويعد مشروع “برافر” الذي صادق عليه الكنيست الإسرائيلي، في قراءة أولى أول أمس، الخطر الذي يواجه عرب 48، كونه يهدف إلى مصادرة ما لا يقل عن 800 ألف دونم من الأراضي العربية في النقب، وبالتالي تهجير قرابة 40 ألفا فلسطينيا خاصة من البدو العرب وتهديم 36 قرية. وأكثر من ذلك، فإن هذا المخطط العنصري سيحصر العرب الذين يشكلون 30 بالمائة من سكان النقب في حدود 1 بالمائة فقط من أراضي هذه المنطقة، ضمن مسعى تعمل إسرائيل على بلوغه لإفراغ الأرض الفلسطينية من سكانها الأصليين واستبدالهم بالمستوطنين اليهود، في محاولة مكشوفة لضرب كل مسعى للسلام وجعل حلم الفلسطينيين في إقامة دولتهم أمرا مستحيلا. وهو ما جعل الأصوات تتعالى من داخل فلسطينالمحتلة لإفشال مثل هذا المشروع الاستيطاني الضخم في شكله والخطير، في تداعياته على ما تبقى من العائلات الفلسطينية المتمسكة بأرضها وأرض أجدادها، رغم ما تواجهه يوميا من ترهيب وترعيب وتقتيل واستفزازات سافرة على يد المحتل الصهيوني. ولأن مثل هذا المشروع مرفوض فلسطينيا، فقد شرع فلسطينيو 48 منذ أمس، في شن إضراب عام وشامل لمواجهة مثل هذه المخططات الاستيطانية، التي في حقيقة الأمر تحتاج إلى وقفة عربية وإسلامية رسمية وشعبية. وأغلقت أمس المحلات التجارية والمؤسسات العامة والعيادات والبنوك أبوابها في القرى والمدن العربية، في رسالة صمود أمام مخططات الاستيطان والتهويد التي أصبحت مثل داء السرطان الذي ينخر جسم الإنسان إلى غاية القضاء عليه. وأمام هذا الخطر المحدق بالفلسطينيين، حذر النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية الفلسطينية لمواجهة الحصار الإسرائيلي، من أنّ تنفيذه يعني نكبة جديدة بحق الشعب الفلسطيني ودعا كل الفلسطينيين إلى إفشاله عبر دعم إضراب فلسطيني 48، من خلال تنظيم مظاهرات غضب وفعاليات شعبية بكل الأراضي الفلسطينية والشتات. كما دعا”لعقد أنشطة وفعاليات مختلفة ومنوعة في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة والشتات، من أجل فضح هذا المخطط وأهدافه الخبيثة وخطورته على الشعب والأرض الفلسطينية”. ومن الاستيطان ومصادرة الأراضي وتهجير أصحابها إلى التهويد وتدنيس المقدسات الدينية، تبقى كلها اعتداءات وخروقات تقترف في حق الشعب الفلسطيني من قبل إدارة احتلال إسرائيلي لا تعترف لا بالقانون ولا بالشرائع الدولية، وهمها الوحيد إقامة دولتها “العبرية” على أنقاض فلسطين التاريخية. واقتحم عشرات المستوطنين الإسرائيليين المتطرفين فجر أمس، باحات المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة بدعم من قوات الاحتلال التي توفر لهم الحماية. ومع حلول شهر رمضان المعظم، ازداد تكالب المجموعات اليهودية المتطرفة على تدنيس الأقصى، بدعوى أداء صلواتهم التلمودية بمناسبة أعيادهم الدينية، في استفزاز واضح لمشاعر الفلسطينيين وك ل المسلمين. وقد حذر محمود أبو العطا، المنسق الإعلامي لمؤسسة الأقصى من تداعيات تصعيد الاقتحامات خلال الأيام القادمة، مطالبا بتحرك عاجل على كل المستويات من أجل لجم الاحتلال والتصدي لمخططاته الخطيرة في الأقصى الشريف.