عنوان الصدقة، الكرم الذي لا نجده إلاّ في بيت كريم ورمضان أسخى الأشهر وأكثرها جودا، والصدقة أنواع، ولعل النوع الشائع في هذه الأيام المباركة الطيبة هو إطعام الطعام نظرا لما لإفطار الصائم من ثواب عند الله، مصداقا لقوله تعالى: (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا. إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا) «الإنسان 8 12» وتبعا لما جاء في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيما مؤمن أطعم مؤمنا على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة ومن سقى مؤمنا على ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم) رواه الترمذي بسند حسن. فإفطار الصائم هو أحد مفاتيح الخير الذي يفتح باب البركة ويضاعف روابط المحبة والألفة بين الناس، فمن نعم الله علينا أن يعيد إلينا هذا الشهر خصلة مفتقدة، ألا وهي الإيثار، أي أنّك تجد الشخص يؤثر طعامه وشرابه ويفتح بيته لإنسان غريب يطعمه ويخدمه ويسهر على راحته، وتجد آخر رغم قلة ماله، يسعى لإفطار جماعة في المسجد بالتمر والحليب اقتداء بالنبي الحبيب صلى الله عليه وسلّم، فبيوتنا هذه الأيام مزهوة بإخوة في الله يشاركوننا طعامنا ويقاسمننا فرحة رمضان. إفطار الصائم عمل آخر من أعمال الخير المحببة في هذا الشهر الكريم، والكل لا بد أن يقبل عليه غنيا كان أو فقيرا، إذ باستطاعتك المساهمة ولو بالقليل، فلا يجب أن تزدري معروفك مهما تراء في عينيك ضئيلا مقارنة بمعروف غيرك، فالعبرة في المبادرة بنية حسنة وقلب صاف ويد نقية ممتدة لخدمة غيرنا، ولتعلم أنّ الله مجازيك ولو أفطرت صائما على شربة ماء. قال صلى الله عليه وسلم: (من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء) أخرجه أحمد والنسائي وصححه الألباني. وفي حديث سلمان: (ومن فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء)، قالوا: يا رسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر به الصائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يعطي الله هذا الثواب لمن فطر صائما على مذقة لبن أو تمرة أو شربة ماء ومن سقى صائما سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ بعدها حتى يدخل الجنة).