ستشهد ولاية المدية قفزة نوعية في السنوات القليلة المقبلة، بفضل جملة من المشاريع الضخمة التي ستستفيد منها في العديد من القطاعات، حسبما كشف عنه مؤخرا والي الولاية السيد إبراهيم مراد، الذي ذكر أن المشاريع تمس مختلف القطاعات الهامة، كالأشغال العمومية، السكن، التربية والتعليم العالي وغيرها، مما يعود بالفائدة على المواطنين. ففي حديثه عن قطاع الأشغال العمومية بشّر الوالي سكان المدية بعدة مشاريع، منها ما هو قيد الإنجاز على غرار ازدواجية الطريق الوطني رقم 01 شمال جنوب مدينة الشفة بالبليدة إلى مدينة بوغزول بالمدية، على مسافة تفوق 100 كلم، إذ انطلقت الأشغال به في جميع المحاور. أما فيما يخص الطريق الاجتنابي مليانة برج بوعريريج فهو قيد الدراسة، والذي يمس الجزء الأكبر منه مدينة المدية، من بلدية حناشة غربا حتى السدراية شرقا، على مسافة تقارب 200 كلم، بالإضافة إلى مشروع طريق الهضاب العليا، والذي ستنطلق أشغاله قريبا، بحيث يمتد هذا الأخير من تبسة حتى تلمسان، ويمس بلديات ولاية المدية المدرجة ضمن مناطق الهضاب العليا، على غرار شلالة العذاورة، عين بوسيف والشهبونية. وتضاف جملة هذه المشاريع العملاقة إلى مشروع ازدواجية الطريق الوطني رقم 8، من مدينة الأربعاء بولاية البليدة إلى عين الحجل بالمسيلة، مرورا ببلديات الولاية في محاور بلديات فج الحوضين، تابلاط، مزغنّة والعزيزية، وهذه المشاريع ستسمح بتنشيط الحركة التجارية بالمنطقة. وفيما يخص شبكة النقل بالسكك الحديدية والتي توقفت بالمدية نهائيا أثناء الأزمة الأمنية، أكد الوالي وجود مشاريع في هذا الجانب، تمس شرق وغرب الولاية، شمالها وجنوبها. ومن جملة المشاريع التي تطرق لها الخط المكهرب الذي يربط تيسمسيلت حتى المسيلة مرورا ببوغزول على مسافة تفوق 200 كلم، وهو في طور الإنجاز، وخط السكة الحديدية البليدة، المدية، بوغزول حتى الجلفة، بالإضافة إلى خط آخر للسكة الحديدية من البرواڤية حتى سور الغزلان على مسافة 85 كلم. وللإشارة، فإن شبكة النقل بالسكة الحديدية متوقفة تماما بولاية المدية، وستشهد في المستقبل القريب قفزة نوعية.
543 عملية في إطار «المخطط البلدي للتنمية» لسكان الأرياف وأشار والي المدية في حديثه عن المخططات البلدية للتنمية، إلى وجود 543 عملية مسّت سكان القرى، تتمثل في إيصال العديد من السكنات بالماء الشروب، والربط بشبكة التطهير، فضلاً عن تعبيد الطرقات لفك العزلة، هذه العمليات مسّت البلديات الأربعة وستين. وفيما يخص شبكة الطرقات فقد تم تعبيد 112 كلم عبر 57 قرية.
4421 سكنا ستوزَّع خلال شهر سبتمبر القادم وفيما يخص السكن بصيغتيه، أشار الوالي إلى أن البلديات ال 64 بالولاية بصدد توزيع قرابة 4421 سكنا بمختلف الأنماط خلال شهر سبتمبر المقبل، والهدف منها امتصاص السكن الهش. ورغم هذه الحصة المعتبرة غير أنه يبقى هناك فرق شاسع بين حجم الطلب والعرض فيما يخص السكن الذي يواجه تحديات العقار في العديد من البلديات التي عرفت تأخرا في تسليم المشاريع السكنية، إضافة إلى هذا فإنه سيتم أيضا إطلاق جملة من المشاريع السكنية سواء فيما يخص السكن الريفي أو الاجتماعي. وكشف المتحدث أن الولاية استفادت من مشروع 5000 مسكن يقابلها 15 ألف طلب بعاصمة الولاية فقط، لكن يبقى مشكل العقار هو هاجس السلطات. وتأسف المسؤول لكون الولاية اختارت في الآونة الأخير أرضية بحي الرمالي، غير أنها لم تكن مناسبة، وعليه سيتم توزيع هذه الحصة الكبيرة في مناطق مختلفة من المدن وحتى بلديات مجاورة، إذ تم تخصيص 600 سكن ببلدية وزرة المجاورة مخصصة لسكان عاصمة الولاية، وستُبرمج حصص أخرى بنفس البلدية، وربما التوجه إلى بلديات مجاورة مثل تمزقيدة. أما بشأن المدينة الجديدة بوغزول، فأكد أنها ستستوعب أزيد من 350 ألف ساكن، والأشغال تعرف تقدما ملحوظا في البنية التحتية، وهذه المدينة تضاهي المدن العالمية الكبرى، وستكون مفخرة المدية خلال سنوات قليلة. وفيما يخص المناطق الصناعية، أفاد بأن الدراسة جارية قصد إنجاز منطقة صناعية كبرى بمدينة قصر البخاري، بمساحة قُدرت بأزيد من 200 هكتار، مشيرا إلى أن الولاية استفادت من أزيد من 140 مشروعا للاستثمار، بما يسمح بتوفير مناصب شغل مباشرة، حيث من المرتقب إحياء العديد من المناطق الصناعية وجعل المدية قطبا صناعيا، خاصة أنها ذات موقع استراتيجي مهم؛ حيث لا تبعد عن مقر العاصمة سوى ب80 كلم. ويضيف الوالي أن المدية تملك مؤهلات هامة سواء فوق الأرض أو تحتها لم تُستغل في السابق، وبأنه يشجع المستثمرين من داخل الولاية وخارجها قصد الانطلاق في تجسيد مشاريعهم، والتي تعود بالفائدة بالدرجة الأولى على أبناء الولاية، وكشف المتحدث عن استراتيجية تهدف إلى خلق خمسة أقطاب، اثنان منها هيكليان (قطب المدية بوغزول).