سيدي لعجال..مشاريع تنموية بالجملة أجرى أمس الأول المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي لولاية الجلفة السيد "بوستة أبو بكر الصديق" زيارة تفقدية لدائرة سيدي لعجال- شمال غرب الولاية- أين وقف على مدى تقدم أشغال مختلف المشاريع التنموية و مراقبة أهم المشاريع الأخرى قيد الانجاز و التي لم تنجز ببلديات الدائرة. واستهلت الزيارة ببلدية الخميس لتفقد مشروع انجاز 20 سكنا اجتماعيا إيجاريا المدرجة ضمن القضاء على السكن الهش و الذي شدد من خلالها على وجوب احترام كل المعايير التقنية في عملية الإنجاز حتى تكون السكنات في مستوى تطلعات وآمال المستفيدين من خلال توفير المياه و الكهرباء بها مؤكدا أن هذه الأمور لابد أن تؤخذ بجدية، أما فيما يخص السكن الريفي استفادت كذلك البلدية من حصة 50 سكنا ريفيا، واستفادت بلدية الخميس من حصة 100 سكن ريفي للبلدية لتضاف للحصة الممنوحة وتصبح 150 حصة...
وفي لقائه مع المواطنين لم يخف والي الولاية سعي الدولة لتحقيق مطالب السكان الذين تعددت مطالبهم و انشغالاتهم و التي تمحورت أغلبها حول المياه الصالحة للشرب وانعدام الكهرباء الفلاحية و النقص الكبير في الأساتذة و الشغل، فضلا عن توفير النقل المدرسي لأبنائهم و توفير قاعات للعلاج، و قد أشار من خلالها إلى ضرورة التكفل بها حسب الأولويات والإمكانيات. واستقبل والي الولاية ووفده المرافق بالبارود واهدي له برنوس رفقة رئيس المجلس الولائي، واستمع لقصيدة تغنى فيها احد أبناء المنطقة بالسلطات، وتمت معاينة المركز الثقافي بسيدي لعجال المقترح تحويله إلى مركز بريدي و الذي أكد بشأنه أنه سيتم تحويله إلى مركز للشباب لممارسة الرياضة بدل مركز البريد، في حين أوضح أنها ستكون هناك قطعة أرضية تخصص لبناء مركز بريدي، و كانت الزيارة الأخرى للمشروع الضخم لانجاز السكة الحديدية الذي رصد له مبلغ 44 مليون دينار، مؤكدا على ضرورة الالتزام بالرقابة والمتابعة وكذا إشراك شباب المنطقة في التوظيف بهذا المشروع مع شرط تقديم كل مترشح لبطاقة إقامة ممضاة من رئيس بلدية "حاسي فدول" لضمان تثمين سكان المنطقة للمكتسبات الاقتصادية التي ستنجم عن هذا المشروع الضخم، و قد استمع والي الولاية إلى شروحات حول هذا المشروع الذي تشرع في انطلاقته الوكالة الوطنية للدراسات ومتابعة إنجاز الاستثمارات في السكك الحديدية، حيث من المنتظر أن يتم إعداد 139 كلم الرابط بين تيسمسيلت و بوغزول بولاية المدية منها 90 كلم جزء مخصص لولاية الجلفة الذي يربط الجهة الشمالية الغربية مرورا بولايات تسمسيلت، تيارت، المدية و الذي يندرج ضمن برنامج الهضاب العليا، كما برمجت الوكالة مشروعا جديدا لربط ولاية الجلفة بولاية الأغواط بالسكة الحديدية على مسافة 150 كلم، أما فيما يخص الطرقات فإنه سيتم ربط الجهة الجنوبية الشرقية بالجهة الغربية للولاية بتكلفة قدرت ب 350 مليار سنتيم منها مسافة 35 كلم الرابط بين بلديتي سيدي لعجال و عين وسارة ضمن البرنامج القطاعي لسنة 2011 و كذا الجهة الغربية التي تربط سيدي لعجال بتيارت على مسافة 26 كلم، و أيضا تقوية الطريق الرابط بين بلديتي مسعد و تقرت على مسافة 80 كلم، بالإضافة إلى طريق بويرة الأحداب على مسافة 18 كلم و الذي أكد الوالي بشأنه أنه مشروع استراتيجي هام للمنطقة لما فيه من نشاط إقتصادي. كما وقف الوالي أيضا على مشروع حماية مدينة سيدي لعجال من الفيضانات حيث شدد على التسريع في الأشغال مضيفا بقوله: "هل تنتظرون حتى تقع الفيضانات للانطلاق في هذا المشروع" ممهلا مديرية الري آخر هذا الشهر للانطلاق وبداية الأشغال، كما تمت زيارة العيادة متعددة الخدمات للصحة الجوارية أين ألح على ضرورة التكفل بالمرضى ليستكمل برنامج زيارته عند بلدية حاسي فدول حيث قام بزيارة قاعة العلاج ب"طير القلاب" و الوقوف عن كثب على وضعية بعض المؤسسات على مستوى الدائرة... الوالي يقف عند انشغالات الأسرة التربوية وقد كانت المؤسسات التربوية من بين أهم محطات الزيارة التي استوقفت الوالي مطولا نظرا لانشغالات المواطنين والمدرسين التي كانت من أهمها مشكلة التأطير و التجهيز و التهيئة حيث استغلوا فرصة زيارة المسؤول الأول بالولاية لإبلاغه عن عديد المشاكل والنقائص التي تعاني منها هاته المؤسسات التربوية، من جهته السيد والي الولاية دعا مدير التربية إلى ضرورة الاهتمام بهاته المؤسسات و إعطاء أهمية خاصة لها من خلال عملية الترميم والتجهيز، و كذا التكفل بتسيير شؤون المؤسسات التربوية وصرامة القانون لضمان أهداف المنظومة التربوية و تحقيق النتائج المرجوة كما و نوعا كاشفا بأن الولاية استفادت من غلاف مالي يقدر ب 12 مليار سنتيم تخص التجهيزات التي قال أنها نقطة سوداء تعرفها الولاية و التي قال بأنها بحاجة إلى تجديد و ترميم و تهيئة منوها كذلك بالنقص الفادح في التأطير بالنسبة للتعليم في جميع أطواره، و قد أكد أن الولاية اتخذت قرارا قبل نهاية نوفمبر من هذه السنة باستلام التجهيزات بنسبة 70 % لجميع المؤسسات التربوية و التي ستخضع –حسبه- إلى مبدأ الأولويات في الإستفادة و هذا قصد تحسين ظروف التمدرس للتلاميذ ، مؤكدا في ذات السياق أنه أعطى تعليمات لبعض البلديات للقيام كذلك بتجهيز الكثير من المدارس الإبتدائية على غرار كل من بلديات عين وسارة و حاسي بحبح و مسعد و هذا من أجل رفع الغبن عن التلاميذ، و في نفس السياق كانت مديرية التربية قد استفادت من مبلغ 3.5 مليار سنتيم في ما يتعلق بتحسين الوجبات الغذائية, و تعتبر هذه الزيادة الأولى التي تحصل على مستوى الولاية، ودعا الوالي إلى استغلالها أو يتم نزعها من الزيادة، مشيرا في ذات السياق إلى أن الأموال متوفرة و أن الميزانية الحالية تسمح بالتكفل بعدد كبير من الهياكل التربوية، أما فيما يخص مشكل النقل المدرسي فقد اعترف بأنه هناك نقص كبير جدا، موضحا أنه لا يمكن تلبية جميع الطلبات موضحا في ذلك أن الإقامة الداخلية الموجودة بالمؤسسات هي الحل. ترقية الريف ودعم البرامج الفلاحية...على رأس الأولويات أما فيما يخص برنامج التجديد الفلاحي فقد وقف "بوستة "عند محطات عديدة أدرجت في أجندة الزيارة التي لم تخل من النصائح وتشجيع الفلاحين، و قد تأسف كثيرا أن أغلبية الفلاحين لا يحوزون على وثائق مؤكدا أنه لابد على الأقل 90% من الفلاحين الحقيقيين أن يحوزوا على قرارات رفع شرط الفاسخ على الملكية العقارية الفلاحية في إطار استصلاح الأراضي، حيث أكد أن الولاية قامت بإمضاء 350 قرارا لرفع شرط الفاسخ رغم أنه رقم ضئيل بالنسبة للحقيقة الميدانية على حد تعبير والي الجلفة، و فيما تعلق بالريف فقد صرح الوالي لرجال الإعلام قائلا "أننا نولي أهمية كبيرة لترقية الريف، موضحا في ذات السياق أن الريف يمثل 80 % من مساحة ولاية الجلفة إلا أن الحصة السنوية للكهرباء الفلاحية ضعيفة جدا و تشهد تأخرا كبيرا خلال العشر سنوات الفارطة، بينما أردف قائلا أنه يوجد مشروع كبير و حصة لا بأس بها من السكن الريفي، مؤكدا أن الولاية قامت بتوزيع حصة 4700 سكن ريفي، مبرزاً أن من بين الانعكاسات في هذا التوزيع هو مشكل الكهرباء الفلاحية، لأن –حسبه- أي مواطن يريد بناء سكن ريفي يطالب بالكهرباء و لكن قال أن هناك مجهودات مضاعفة خلال السنوات القادمة و سنعمل من أجل استقرار السكان في حياة الريف، و توجت زيارة الوالي بالمنطقة بإلزام السلطات المحلية بتطبيق ما جاء فيها من قرارات.
وحتى المواطنون استحسنوا مثل هاته الخرجات التي يقوم بها والي الولاية من أجل تحسين الوضع المعيشي للسكان ودراسة الملفات حسب الأولويات داعين المسؤولين إلى العمل طول السنة ليس فقط في خرجات الوالي، وتبقى متابعة المشاريع وحمايتها من التلف هي الأساس في ظل الرافد الكبير من المبالغ التي تمنحها الدولة تسهيلا للمواطن.