قامت صباح أمس مجموعة من الشباب من بلديات تيزي وزو، في خطوة سابقة من نوعها بمنطقة القبائل، بتنظيم حركة احتجاجية متبوعة بإفطار علني في ساحة ال20 ألف شهيد الواقعة بالمدخل الغربي لمدينة تيزي وزو، للتنديد بما أسموه بالتضييق الممارس ضد الأشخاص غير الصائمين ومطاردتهم من طرف عناصر الأمن وتقديمهم للعدالة. وقد خرج المحتجون خلال الساعات الأولى من صبيحة أمس، استجابة لنداء جمعيات ناشطة باسم حقوق الإنسان، حيث دعوا إلى ضرورة احترام حريات الأفراد في التصرف في حياتهم دون قيود أو تدخل، حيث أكدوا على أن الصوم كباقي العبادات يؤديها الفرد عن قناعة وليست إجبارية. وقام المحتجون بحركتهم الاحتجاجية من خلال تنظيم تجمع على بعد أمتار من مقر الأمن الولائي، تحت غطاء الدفاع عن الحريات الشخصية، في هدوء دون تسجيل أية مناوشات، رغم أن هذا الفعل الذي لم يسبق للولاية وأن سجلته سارت مجرياتها بنكهة سياسية، أين حاولت بعض الأطراف استغلالها لأغراض معينة، كما قاموا عقب التجمع بتناول بعض المشروبات الغازية، العصير والماء، ليتفرقوا فيما بعد في اتجاهات مختلفة. وقد استنكر ممثلو المجتمع المدني بولاية تيزي وزو هذه الحركة أو الخطوة التي قام بها مجموعة من الشباب الذين أغلبيتهم مسيحيين، يظنون أنهم بهذا الفعل قد حققوا نجاحا، حيث أكدوا أنه يجب على المحتجين أن يدركوا أن هذا الفعل لن يؤثر على سكان المنطقة التي كانت ولا تزال معقلا وحصنا للدين الإسلامي، حيث تعتبر مسقط كبار رجال الدين الذين كانوا وراء نشر الإسلام والعقيدة السمحاء، معيبين على الطريقة التي تم بها دفاع هؤلاء عن حقوقهم والمطالبة بها. كما أكدوا أن هذا الفعل يخفي وراءه أهدافا سياسية تسعى بعض الأطراف لاستغلالها لما يخدم مصلحتها.