تشهد محلات بيع ألبسة الأطفال بما في ذلك أحياء وشوارع سكيكدة التي تحولت خلال النصف الثاني من هذا الشهر الكريم، إلى بازارات حقيقية مباشرة بعد صلاة العشاء، ازدحاما كبيرا من قبل العائلات خاصة متوسطة الحال، عساها تجد ما يلبّي رغباتها ورغبات الأبناء لاقتناء ما تحتاجه من ألبسة العيد الجديدة بما يتناسب والميزانية حتى وإن كانت العديد من الأسر قد وجدت نفسها في حرج كبير أمام الارتفاع الفاحش في الأسعار بمختلف المحلات التجارية، فبدلات الأطفال ما بين 03 و 06 سنوات تتراوح بين 1800 دج و أكثر من 2500 دج! وكلما زاد العمر كلما ارتفعت الأسعار بالضعف، ونفس الشيء بالنسبة للأحذية التي تتراوح لنفس السن بين 1500 دج و2500 دج وأكثر، إن كانت الأحذية مستورَدة أو على مستوى بائعي “الشيفون”، الذين يعرضون على طول شوارع وأزقة سكيكدة ألبسة قديمة، منها ما هو مصنوع محليا ومنها ما هو صيني، وهناك بعض الألبسة مجهولة المصدر، إذ تتراوح الأسعار بالنسبة لألبسة الأطفال ما بين 1000 دج إلى أكثر من 2000 دج، ونفس الشيء بالنسبة للأحذية التي يفوق سعرها 1400 دج. بعض الأولياء ممن التقيناهم على مستوى إحدى المحلات التجارية بوسط المدينة، أكدوا لنا بأنهم صراحة أمام مطالب الأبناء التعجيزية أحيانا، والذين يشترطون عليهم اقتناء البدلات الجيدة ذات الماركات، حيث أصبحوا غير قادرين على تلبية ما يحتاجونه بسبب الميزانية التي لا تكفي لكسوة 03 أبناء، خاصة أن جل المرتب الشهري قد تم صرفه في رمضان وكذا في اقتناء بعض المشتريات التي تدخل في إعداد حلويات العيد، مما يعني أن كسوة 03 أطفال تتطلب على الأقل توفير ما قيمته 20.000دج على أقل تقدير إن كان عدد الأولاد لا يتعدى الأربع، أما إن كان العدد من 04 ما فوق فإن العائلة ملزَمة حتى تلبي كامل رغبات أبنائها، بتوفير على الأقل ما قيمته 30.000دج، هذا بالنسبة للعائلة متوسطة الدخل، أما إن كان راتب العائلة لا يتعدى 25.000دج فإن تلبية ما يحتاجه الأبناء يبقى أمرا صعب التحقيق أمام فوضى الأسعار التي تطبع الأسواق الرسمية والفوضوية بسكيكدة، التي أضحت تحت سيطرة تجار المناسبات وبارونات ألبسة “الشيفون”.