الوضع البيئي أصبح لا يطاق، ولا أولوية اليوم إلا لرفع النفايات التي تراكمت في كل زاوية من زوايا أحيائنا، نقول أولوية لأن رفع هذه القمامات التي سكت عنها الجميع وهي تزكم الأنوف صباح مساء وتثير الاشمئزاز، قبل تنظيم اللقاءات والأيام الدراسية حول البيئة. فمن غير المعقول أن نتحدث عن المحيط والبيئة في ملتقيات وطنية ودولية ونحن غير قادرين على رفع أكياس القمامة في وقتها. كثيرا ما نتهم المواطن بعدم احترام مواقيت إخراج أكياس القمامة، وقد يكون الأمر مقبولا عندما تتكدس هذه الأكياس طوال يوم كامل، لكن إن بقي الوضع على حاله طيلة 5 أيام أو أسبوع، فالمتهم ليس المواطن، بل مصالح البلدية المتقاعسة عن القيام بمهمتها. والسؤال المطروح لماذا عندما يكون هناك قرار فوقي بحملة نظافة واسعة تتجند كل البلديات ولا يطرح مشكل الامكانيات ويتطهر وينظف المحيط؟ هل أصبحت مصالح النظافة بالبلديات لا تتحرك إلا بالأوامر؟ والغريب أن معظم المجالس الشعبية البلدية لا تزال في سبات عميق منذ انتخابها قبل قرابة العام، وأثبتت فشلها في القيام بمهمة تنظيم المحيط ورفع القمامة، فمابالك بالمهام الأخرى التي تبدو ليست في مستواها وطاقتها. كل هذا الوضع المخزي ونحن نتحدث عن استراتيجية البيئة وتشجيع السياحة، لقد أصبح من المؤسف أن ترى سياحا أجانب وأفراد جاليتنا وهم يسدون أنوفهم لتجنب الروائح الكريهة المنبعثة من ”جبال” أكياس القمامة المتراكمة منذ أكثر من 4 أيام ولا أحد حرك ساكنا. وهنا تكمن ضرورة تضافر جهود جميع الجهات المعنية بدءا من المجالس الشعبية البلدية والولائية، وزارة البيئة والداخلية، لتنظيف مدننا وإزالة الصورة المشوهة التي جعلت المدن الجزائرية تحتل المرتبة الخامسة عالميا ضمن المدن الأكثر اتساخا في العالم، وذلك بعد أن كانت في المرتبة التاسعة، مما يؤكد التدهور الخطير للمحيط والبيئة، وأن كل ما يخطط له من استراتيجيات بقي حبرا على ورق لأن الواقع شيء آخر.