الوضع البيئوي في الجزائر بحاجة إلى تفعيل القوانين لضمان محيط سليم يضمن صحة المواطن وجمالية أحيائنا ومدننا· فمثلما استطاع القانون أن يحد من تداول الأكياس السوداء المضرة بالصحة، بإمكانه أيضا أن يمحي القمامات المتراكمة على الأرصفة والشوارع بفرض غرامات صارمة على المعتدين على البيئة والمحيط، مثلما هو معمول به في العديد من الدول بما فيها بعض دول العالم الثالث· كما أن ذلك يقتضي أيضا إطلاق حملات التحسيس بأهمية الحفاظ على البيئة ميدانيا، وليس فقط برفع الشعارات حتى تصبح الثقافة البيئية جزءا لا يتجزأ من سلوكات المواطن اليومية، والمؤكد أن للأسرة والمدرسة دورا كبيرا في إرساء هذه الثقافة وإكساب عادة المحافظة على البيئة في نفوس أطفالنا، ومن ثم التروض عليها· فكم نحن مشتاقون لرؤية أحيائنا ومدننا نظيفة وخالية من القمامات والقاذورات التي تشوّه صورها مثلما شوّهت صورة الجزائرالبيضاء التي أمست تصنف دوليا من بين أكثر عواصم العالم اتساخا، رغم أنها لا تستحق ذلك وهي التي تربعت بجمالها في سنوات مضت على عرش البحر المتوسط· ولا نعتقد أنه من الصعب الوصول إلى هذا المبتغى في الوقت الذي تحصد فيه الجزائر جوائز تقديرية دولية نظير جهودها للتحسيس بأهمية حماية البيئة واحتضانها ملتقيات عديدة لهذا الغرض، ولن يتأتى ذلك بالطبع إلا بإشراك الجميع والعمل بشعار "من أجل جمال بلادي·"