سيقوم كاتب الدولة للتجارة الخارجية لرومانيا بزيارة عمل للجزائر، شهر سبتمبر المقبل، لبحث سبل التعاون بين الجزائر ورومانيا في المجال التجاري والاقتصادي، وتهدف هذه الزيارة إلى النهوض بالتجارة الخارجية بين البلدين وترقية المبادلات التجارية من خلال بحث سبل تعزيز الاستثمار بين رجال الأعمال الجزائريين ونظرائهم الرومانيين خاصة في قطاع البناء. وستعرف الزيارة عقد لقاءات ثنائية بين المتعاملين الاقتصاديين الوطنيين ونظرائهم من رومانيا، حيث ستتبع بلقاءات وعقد مجلس مشترك للأعمال، كما أكدته الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة التي وجهت نداء للمستثمرين ورجال الأعمال العموميين والخواص للمشاركة في هذه اللقاءات، وذلك بالتقرب من الغرفة أو الاطلاع على موقعها الالكتروني لسحب استمارات المشاركة في هذه اللقاءات التي ترمي إلى تعزيز مستويات الشراكة بين البلدين، ورفع حجم الميزان التجاري لترقية العلاقات الاقتصادية إلى مستوى العلاقات السياسية. وسطرت في أجندة كاتب الدولة للتجارة الخارجية الروماني خلال هذه الزيارات عدة لقاءات على مستوى الحكومة مع وزراء التجارة والسكن ومع رجال الأعمال. وستتمحور المحادثات حول كيفية إقامة شراكة حقيقية في مجال البناء والسكن والعمران، ودفع عجلة الاستثمار في قطاعات إنتاجية وصناعية حيوية بين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لكلا البلدين. وسيكون اللقاء فرصة لتقوية العلاقات السابقة واتفاقيات التعاون والشراكة التي سبق التوقيع عليها من قبل البلدين مثل البروتوكول المعدل للاتفاق الخاص باللجنة المختلطة الجزائرية-الرومانية للتعاون الاقتصادي والعلمي والتقني الذي تم التوقيع عليه في سنة 2011. علما أن الجزائر ورومانيا تربطهما علاقات صداقة وتعاون في مجالات عدة منها التعاون في مجال تبادل الخبرات في ميدان الأمن العمومي وكذا مكافحة الجريمة المنظمة الذي تم التوقيع عليه بين الدرك الوطني الجزائري ونظيره الروماني هذه السنة بعد زيارة وزير الداخلية الروماني للجزائر. وكان سفير رومانيا بالجزائر قد عبر عن اهتمام رجال الأعمال الرومانيين بالسوق الجزائرية نظرا لموقعها الاستراتيجي في القارة الإفريقية وفي الضفة المتوسطية، حيث أكد استعداد بعض المؤسسات الرومانية للاستثمار في الجزائر في مجالات البناء، الري، الأشغال العمومية، الطاقة، والفلاحة، خاصة في ظل الاستقرار الأمني والسياسي وكذا الاقتصادي الذي تعرفه الجزائر والإصلاحات الاقتصادية والإجراءات المتخذة لتسهيل الاستثمار التي تمت مباشرتها في السنوات الأخيرة، والتي تمنح للاقتصاد الروماني إمكانيات هامة من أجل تطوير التعاون الجزائري الروماني. كما تسجل الجزائر ورومانيا تقاربا في المواقف الخاصة بالمسائل الإقليمية والدولية، وهو ما أكدته رومانيا التي ثمنت خبرة الجزائر وقدرتها على فهم الوضع السائد في مالي، وتقارب وجهات النظر أيضا بخصوص الأزمة السورية وغيرها من القضايا الأخرى.