تشهد مداومات الأحزاب المترشحة لمحليات 29 نوفمبر الجاري حركة متميزة، كسرت الروتين في العديد من الشوارع التي فتحت فيها، كما أنها نجحت في استقطاب العديد من المواطنين والفضوليين وخلقت جوا متميزا خصوصا بالشوارع الرئيسية بقلب العاصمة، كما هو الشأن بشارع العربي بن مهيدي الذي يشهد حركية كبيرة للمواطنين، غير أن ذلك لم يمنع من أن يبقى الإقبال محتشما بمداومات أخرى· وبانطلاق الحملة الانتخابية وموازاة مع التجمعات الشعبية واللقاءات الميدانية، قام المترشحون ومختلف الأحزاب السياسية المترشحة لهذا الاستحقاق الانتخابي، منذ أقل من أسبوع، بفتح مداومات على مستوى مختلف البلديات التي يتنافسون على مقاعد بها وذلك في إطار العمل الجواري الذي باشرته سعيا منها للتقرب أكثر من المواطن، حيث فضلت التشكيلات السياسية الانطلاق في حملتها الانتخابية مركزة على تكثيف العمل الجواري، وقد اعتمدت في معظمها على فئة الشباب لتأطير العملية، إذ تم تجنيد شباب منخرطين في الأحزاب التي يمثلونها من أجل السهر على تنشيط هذه المداومات واستقبال الجماهير من المتعاطفين مع الأحزاب وغير المتعاطفين لتقديم أسماء وشخصيات المترشحين وصورهم أيضا، إلى جانب شرح برامجهم واقتراح الحلول البديلة من أجل التكفل بانشغالات السكان، ونجد تقريبا بجميع هذه المداومات فوجين يعملان بالتناوب لتنشيط هذه الفضاءات التي تفتح أبوابها ابتداء من الساعة التاسعة صباحا بل وقبل الثامنة بالنسبة لبعض الأحزاب، ويستمر استقبال المواطنين ولاسيما المتعاطفين مع الحزب إلى غاية الساعة الحادية عشرة ليلا· وبالرغم من الوتيرة المتباطئة التي تطبع هذه المداومات والأجواء المحتشمة التي تسودها، إلا أن ممثلي الأحزاب يركزون كثيرا على هذه الفضاءات المناسباتية لتجسيد العمل الجواري والتقرب أكثر من المواطنين، وقد صنعت شعارات الأحزاب واللوحات الاشهارية المخصصة لصور المترشحين التي تم تعليقها في هذه المداومات ديكورا متميزا، كما أن بعض ممثلي الأحزاب فكروا في بث أغاني وأشرطة سمعية حماسية لترغيب الناخبين في التصويت على حزبهم، وقد يتنافس هؤلاء المؤطرون ويزيدون من شدة صوت الأشرطة السمعية التي يبثونها محاولة منهم لجلب المارة، خصوصا بالنسبة للمداومات التي تتقاسم نفس الشارع أو التي تقع في رصيفين متقابلين، كما هو الشأن بشارع العربي بن مهيدي، وقد يستمر "العرس" إلى ساعات متأخرة من الليل· ويبدو أن هذه الفضاءات نجحت في جلب المارة، أوعلى الأقل لفتت أنظارهم، لاسيما الفضوليين الذين يبحثون عن صور وأسماء الشخصيات المترشحة المحددة في القوائم، وفي هذا الشأن ذكر لنا أحد المؤطرين الذي يشرف على تنشيط مداومة حزب التجمع الوطني الديمقراطي الكائنة بشارع العربي بن مهيدي بأن الإقبال على المداومة يصنعه مواطنون من مختلف الفئات والأعمار، يتقدمون في معظمهم من أجل الاطلاع على قائمة المترشحين التي تشد الأنظار بحجمها، كما أن البعض منهم يبحثون في هذه القوائم عن اسم أوصورة ربما يعرفونها، خصوصا بالنسبة للسكان القاطنين ببلدية الجزائر الوسطى، لكن هذا لم يمنع من أن هناك من يقصد المداومات من أجل الاستفسار عن البرامج الانتخابية للمجالس الشعبية البلدية والولائية أيضا حسب مؤطرة وجدناها بمداومة حزب جبهة التحرير الوطني التي أشارت بأن هناك من يغتنم الفرصة لرفع شكاوى والبحث عن حلول لانشغالاته العالقة··· وتبقى هذه المداومات أيضا مكانا للقاء المترشحين الذي يقومون من حين لآخر بزيارات إلى هذه الفضاءات قصد الوقوف على الأجواء السائدة بداخلها وكذا من أجل توعية وتحسيس المواطنين بأهمية هذا الموعد الانتخابي المصيري، ومحاولة إقناع الناخبين ببرامجهم المقترحة من أجل تحسين الوضع المعاش محليا، والنهوض بالتنمية المحلية إلى مستوى أفضل *