ينظم المهرجان الدولي للمنمنمات والزخرفة بتلمسان في الفترة الممتدة من 27 سبتمبر إلى غاية 3 أكتوبر المقبل، وذلك بمشاركة 27 دولة تتنافس لنيل ست جوائز، حيث ستكون المناسبة فضاء لاكتشاف أجمل اللوحات الخاصة بفنّي الزخرفة والمنمنمات التي ستُعرض بقصر الثقافة عبد الكريم دالي بعاصمة الزيانيين. يواصل المهرجان تقدمه بخطى ثابتة، وقد أصاب في توسيع شهرته على الصعيد المحلي والدولي، إذ يهدف إلى التعرف على مدى تطور المنمنمات والزخرفة، وتشجيع وتطوير الإبداع الفني، الذي برهن به العالم الإسلامي في تطويره إلى فن ذي نوعية راقية رغم أن مساهمته في إثراء الفن العالمي كفن متداوَل يسمى بالفنون التطبيقية، لايزال توظيفه كموروث حضاري غير قائم. وبهذا الصدد أصبح لزاما تنظيم هذا المهرجان الدولي للمنمنمات والزخرفة؛ لجعله حدثا فنيا يترقبه الفنانون وتتطلع إليه الأوساط الفنية المهتمة بالفنون الإسلامية بوجه عام، وكذا دعوة دول أخرى والتي تتعامل مع فن المنمنمات والزخرفة بوجه خاص، لتطوير العملية الفنية بمختلف الأساليب والتعريف والتعرف على أهم التقنيات الجديدة التي تضاف إلى التجربة الإنسانية في هذا المجال المتخصص. ويُرصد لهذا المهرجان ثلاث جوائز نقدا في المنمنمات وثلاث جوائز في الزخرفة، حيث يخص المهرجان ميدانين فقط؛ هما فن المنمنمات والزخرفة ذات الطابع العربي والإسلامي، كما تُقبل الأعمال الحديثة من منمنمات وزخرفة شرط أن تحتفظ بالشكل الجوهري للتقنية الموروثة عن تقاليد رواد هذا الفن. وعادت الجائزة الأولى في الطبعة المنصرمة 2012 للجزائري أحمد خليلي الخاصة بالمنمنمات، فيما حصدت الجزائرية مرادي فاطمة المرتبة الثانية في مجال المنمنمات، أما باقي الجوائز فقد توزعت على كل من اليمن، إيران، تركيا، أوزباكستان وباكستان. واختُتمت الطبعة الخامسة للمهرجان على أمل أن يبقى المهرجان في مدينة تلمسان، التي فتحت أبوابها للإبداع الفني العربي الإسلامي بمدارسه ومبدعيه؛ باحتضانها للمهرجان الدولي لفن المنمنمات والزخرفة. ويبدو أن الطبعة السادسة 2013 ستكرّس هذا المسعى في بقاء المهرجان بمدينة تلمسان. فبعد طبعة عام 2011 التي جاءت في إطار التظاهرة الدولية تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية والطبعة الماضية، والتي حققت نجاحا كبيرا، ليتجدد اللقاء مرة أخرى مع فن المنمنمات والزخرفة، الذي تزامن مع الاحتفالات المخلدة للذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر، خاصة أن هذا الفن يُعتبر من الفنون التي رسّخت الهوية الجزائرية. وتميزت الطبعة الخامسة بمشاركة 22 دولة من مختلف مناطق العالم، على غرار تونس، مصر، المغرب، اليمن، أذربيجان، تركيا، الهند وغيرها من الدول. وشكلت مجموعة اللوحات التي بلغ عددها 220 لوحة، فسيفساء عكست تجارب مدارس عديدة وتوجهات وأفكار مختلفة، أبرزت مدى قوة هذا الفن في ترجمة الأحاسيس والأحداث والأفكار.