أكد وزير الشباب والرياضة السيد محمد تهمي أمس، لدى إشرافه على الانطلاق الرسمي للموسم الرياضي 2013 /2014، من المركب الأولمبي محمد بوضياف، الذي يأتي تزامنا مع صدور القانون الجديد المنظم للرياضة الوطنية المصادق عليه في 31 جويلية الماضي، على ضرورة التزام جميع الاتحاديات الرياضية الوطنية بالعمل الجاد من أجل تطوير الرياضة، داعيا كل الأطراف إلى إعداد ترسانة القوانين التطبيقية بغية تفادي الأخطاء وإزالة النقائص التي تنخر جسد المنظومة الرياضية الجزائرية وتعرقل تطورها. كما شدّد المسؤول الأول عن القطاع في هذا الحفل الذي حضرته عدة شخصيات رياضية؛ من رؤساء وممثلي 42 اتحادية وطنية إلى جانب رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية مصطفى براف ورئيس مصلحة الرياضات العسكرية مقداد بن زيان، بالإضافة إلى الأبطال الأولمبيين وشبه الأولمبيين، لهجته مع الهيئات الفيدرالية، مطالبا إياها بضرورة وضع خطة استراتيجية مرتكزة على الاحترافية والشفافية لاستقطاب موارد مالية إضافية خارج المال العام؛ لضمان ديمومة نشاطها والاستعانة بالخبرة والكفاءة. وأضاف أن مخططات النشاطات الرياضية والتنموية للاتحاديات يجب أن تضم محورا خاصا بالتكفل الفعلي بتكوين المواهب الشابة في جميع المراحل المكوّنة لمساره الرياضي؛ قصد ضمان تجديد النخبة الوطنية بصفة دائمة؛ وهذا من خلال تشخيص التكفل بالمواهب؛ من الاكتشاف إلى التألق على المستوى العالي مع الأخذ بعين الاعتبار التكفل بالتكوين الدراسي والمهني للرياضي.
”التاس” الهيئة المؤهَّلة لتسوية النزاعات كما حث البروفيسور تهمي، في هذا اللقاء الذي حمل شعار ”التسيير الراشد لضمان الامتياز”، على ضرورة تطبيق قرارات المحكمة الرياضية (التاس)، التي تساهم في حل النزاعات القائمة في الساحة الرياضية لتفادي اللجوء إلى العدالة. وقال في هذا الشأن: ”إن المحكمة الرياضية تبقى الهيئة المؤهلة ذات الاختصاص لتسوية النزاعات”... وستسهر وزارته على احترام قراراتها، لاسيما أن ”الرياضة الجزائرية عرفت تراجعا ملموسا على الصعيد الجهوي، القاري والدولي خلال العهدة الأولمبية الأخيرة، وهذا جراء الاختلافات وعدم الاستقرار اللذين عرفتهما الحركة الرياضية بصفة عامة، واللجنة الأولمبية والاتحاديات الوطنية بصفة خاصة”.
قانون الرياضة الجديد مساير للتحولات الراهنة وفيما يتعلق بصدور القانون المتعلق بتنظيم الأنشطة البدنية والرياضية وتطويرها، قال الوزير بأن القانون سيساهم لا محالة في تدعيم الرياضة بآليات تشريعية فعالة للحد من الممارسات اللاأخلاقية والمتعارضة مع القيم التي تقوم عليها الحركة الرياضية الوطنية والأولمبية، وذلك من خلال تكريس التكوين الرياضي (رياضيين ومؤطرين)، كركيزة أساسية في التطوير الرياضي ومحاربة ظاهرة العنف في الملاعب؛ من خلال تحديد مسؤوليات كل المتدخلين وإدخال انسجام أكثر في النصوص القانونية وكذا مكافحة تعاطي المنشطات.
الإعانات مرتبطة بالنتائج المحقَّقة وأشار تهمي إلى أن وزارته ستنتهج نفس السياسة التي طُبقت في الموسم الماضي بخصوص توزيع الإعانات، مؤكدا أن أموال السلطات ستذهب إلى من يستحقها، وستكون مرتبطة بالنتائج المحقَّقة، حيث حذّر جميع الاتحادات التي لا تجني سوى الخيبات من أن الوزارة ستقلّص إعاناتها لها إلا في حال نجاحها في تحقيق نتائج وإنجازات تثبت أحقيتها في الحصول على أموال الدولة، موضحا في الوقت نفسه أنه لن يتم منح أي مبلغ للاتحادات مستقبلا إلا بعد اتخاذ إجراءات صارمة والحصول على إمضاء الوزارة. وفي حديثه عن النتائج قال إن ”هناك اتحاديات لديها الأولوية من حيث الإعانات؛ بناءً على نتائجها وشعبيتها. والدولة ستعطي الأولوية للرياضات التي تأتي بالميداليات وليس للتي تشارك من أجل المشاركة فقط”. كما دعا إلى الاستعمال العقلاني للموارد المالية؛ من خلال تحسين وترشيد أساليب التسيير في إطار شراكة بين الإدارة والحركة الجمعوية. وكان وزير الشباب والرياضة قد استهل حفل افتتاح الموسم الرياضي الجديد 2013 /2014، بإعادة فتح قاعة المحاضرات ”الزرقاء” بعد عملية الترميم التي خضعت لها في المدة الأخيرة. وأصبحت القاعة التي كانت مخصَّصة في وقت سابق لإتمام عمليات البث للتلفزيون الجزائري على مستوى المركّب الأولمبي محمد بوضياف، بفضل هذا التجديد، تستوعب 320 مقعدا.