تشارك المغنية الإسبانية المتألقة فرجينيا بلانكو في فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى السمفونية بالجزائر؛ حيث قدّمت برنامجا مع فرقتها نال إعجاب الجمهور الجزائري، الذي تراه فرجينيا جمهورا متحضرا وذواقا للفن الراقي. كنتِ نجمة على المسرح؛ لذلك فالجمهور يريد أن يعرف عنك أكثر. أنا فرجينيا بلانكو، جئت من العاصمة مدريد. وُلدت سنة 1988، وفي سن 14 بدأت خطواتي تتجه نجو الغناء. تفتّقت موهبتي، فأردت توجيهها بالتحاقي بمعهد موسيقي محترف بمدينة فيڤو. وفي السنة الثالثة من دراستي تم قبولي بالمدرسة العليا للغناء بمدريد، وهناك تكونت على يد أساتذة كبار مثل “الباريتون” (متخصص في أداء الأوبرا)، أنطونيو بلانكاس، وعازف البيانو فرانسيسكو بيريز سانشاز، ومع مسار تكويني التقيت أساتذة آخرين كانوا بمثابة الدفع القوي لي خاصة بأكاديمية الموسيقى بمنطقة شيجيانا بإيطاليا. منذ 2011 أواصل دراستي بالمدرسة العليا الملكية الراقية صوفيا بإسبانيا، علما أنني أُعتبر أصغر طالبة في هذه المدرسة منذ افتتاحها.
ماذا عن البرنامج الذي خصّصتِه للمهرجان؟ خصصت برنامجا متنوعا، منه ما يؤدَّى بصوتي، ومنه ما أؤديه مع زميلي المغني رودريڤو ألفاراز. هناك طبعا مقاطع في نوع الأوبرا بألحان وكلمات فرنسية، وهي من موسيقى الغرفة في نوع الكلاسيكيات. أؤدي أيضا بعض الأغاني الإسبانية العتيقة، وهي من توزيع جاكين كولمال. كما غنّيت من تراث الغجر كأغنية “في السجن”، ومع رودريڤو هناك الكثير الكثير، ومن ضمن ما نقدم “لاريفولتوزا”. يرافقني في حفلاتي عازف البيانو الشهير أنجال كابريرا المتحصل على جائزة أفضل عازف في مسابقة لوس أنجلس، وهو حاليا لا يشارك إلا في المهرجانات الدولية ذات السمعة، منها مهرجان الجزائر.
كيف تحضَّر الموسيقى الكلاسيكية الآن في إسبانيا، خاصة في المشهدين الثقافي والفني؟ حضور قوي رغم أن الموسيقى الكلاسيكية الغربية ليست جزءا من التراث الفني الإسباني، لكن إسبانيا أثبتت حضورها في هذا العالم الموسيقي من خلال فنانيها ومعاهدها والدراسات العليا المتخصصة، علما أن إسبانيا تجلب أكبر الأساتذة والمتخصصين والباحثين في أوروبا ليدرسوا بمعاهدها خاصة بمدريد، ناهيك عن المتابعة والتحسين، كما أن الموسيقى الكلاسكية الغربية أخذت الكثير من التراث الإسباني.
ما هو انطباعك عن الجزائر؟ أزور الجزائر لأول مرة، ولم أكن أعرف أنها بهذا الجمال! ما أدهشني وجلبني أكثر هو السعادة والانطلاق الذي تولّد في أعماقي. وأنا أحيّي الجزائريين؛ هم فعلا متحضرون ومرحّبون، ويُشعرونك وكأنك جزائري مثلهم، مما يجعلك تحب هذا البلد وأهله الطيبين. أما بالنسبة للمهرجان فأرى أنه لا يقل مستوى عن المهرجانات العالمية، خاصة من حيث التنظيم والمشاركة القوية لأكبر الفرق الموسيقية التي قصدت الجزائر من كل أرجاء الدنيا. هذا التنظيم يعكس الاهتمام بهذه الموسيقى الكلاسيكية والأكاديمية، ويعكس مدى اهتمام بلادكم بالثقافة والفنون.
كلمتك الأخيرة؟ أشكر الجمهور الجزائري الذواق للموسيقى الكلاسيكية وللفن الإسباني خاصة منه الفلامنكو، كما أتمنى أن أعود إلى الجزائر ثانية لأكتشفها أكثر، وسأعمل على اكتشاف تراثها الموسيقي الجميل، الذي يحمل معالم مشتركة مع تراثنا الموسيقي الإسباني.