أكد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أن فكرة الثورة الخضراء بافريقيا قد اصبحت بمثابة طوق النجاة لامن افريقيا الغذائي. وقال الرئيس بوتفليقة في رسالة وجهها الى المشاركين في القمة الثامنة "ليون سوليفان" بتنزانيا قرأها نيابة عنه ممثله الشخصي السيد شريف رحماني وزير البيئة والتهيئة العمرانية والسياحة "لقد اضحت فكرة الثورة الخضراء بإفريقيا التي اصبحت اكثرمن اي وقت مضى من مواضيع الساعة بمثابة طوق النجاة لأمن افريقيا الغذائي وحتى للتوازنات الغذائية في العالم". وأوضح رئيس الجمهورية ان هذه القمة تنعقد وافريقيا قد عقدت العزم على تعبئة كافة الوسائل لصالح تنميتها واستجماع الشروط لتحقيقها سواء كان ذلك على الصعيد الداخلي ام على مستوى علاقات الشراكة الخارجية التي تسعى جاهدة الى ترقيتها. وذكر رئيس الدولة انه بإمكان قمة ليون سوليفان أن تشكل "قوة دفع هائلة للتكاملات التي تسعى افريقيا من اجل ترقيتها في عمليات الشراكة التي تكون طرفا فيها ومحركا قويا لتشجيع وتعزيز إسهاماتها في تحقيق هدفي تنمية القارة واندماجها". واضاف الرئيس بوتفليقة قائلا في هذا الصدد "بإمكاننا أن نسجل بكل ارتياح وحق لنا ذلك التقدم الذي حققته افريقيا في هذا الاتجاه والذي يترجمه تحقيق نسب نمو اقتصادي عالية ومستدامة بفضل اعتماد انماط حكم مجددة والاهتمام المتنامي الذي يوليه المستثمرون للقارة الافريقية". وعند تطرقه للامكانيات التي سخرتها الجزائر للنهوض بقطاع الهياكل القاعدية اشار رئيس الجمهورية الى أن الجزائر قد ادرجت هذا القطاع الحساس ضمن اولوياتها الكبرى بحيث تم بحكم ذلك تحديد مشاريع بالغة الاهمية من خلال برنامج الشراكة الجديدة من اجل تنمية افريقيا "نيباد". وأضاف رئيس الدولة في هذا المجال قائلا "غير أن إنجاز هذه المشاريع التي يعترف كل شركائنا بطابعها الاستراتيجي يظل مرهونا وبقدر كبير بإسهام الاستثمار الاجنبي وحشد التمويل الخارجي سيما وأنه لا احد يجهل أن امكانات افريقيا ما تزال دون القدر الكافي". وأبرز الرئيس بوتفليقة في رسالته اهمية الاستثمار في مجالات الانتاج الصناعي والفلاحة والسياحة مشيرا الى أنه من شأن السياسات المنتهجة خلال السنوات الاخيرة في مختلف البلدان الافريقية بغية تشجيع الاستثمار وتحسين محيط الاعمال أن تحفز وبموضوعية تامة المستثمرين الاجانب. وفي هذا المجال ذكر الرئيس بوتفليقة ان افريقيا التي افتكت وعن جدارة اسم قارة الفرص المستقبلية تأمل من الاستثمار الاجنبي أن يحسن قدرتها على المنافسة الاقتصادية وأن يسهم في تثمين منتجاتها الموجهة للتصدير بشكل افضل سواء اكانت منتجات زراعية أم صناعية. وبخصوص الارتفاع المذهل لاسعار المواد الغذائية على المستوى الدولي قال الرئيس "كان للارتفاع المذهل الذي شهدته اسعار المواد الغذائية على نطاق عالمي وقع كبير على افريقيا" مشيرا إلى أنه "من الممكن جدا أن يتحول الى فرصة لشركاء القارة الافريقية الاجانب لمساع الذي خصص له هذا اللقاء مكانة مرموقة يفتح آفاقا واعدة وذلك نظرا لاسهامه المتزايد في انشاء الثروة الوطنية وترقية الشغل مبرزا في هذا المجال الفرص الهائلة المتوفرة للاستثمار الوطني والاجنبي في هذا المجال. وذكر الرئيس بوتفليقة أن انعقاد قمة ليون سوليفان ليقيم الدليل والبرهان على الاهمية التي توليها افريقيا لاطار التداول هذا في سعيها لسير واستغلال فرص التبادل والاستثمار بين القارة الافريقية والاوساط الاقتصادية الدولية وبالاخص منها الجالية الافريقية المقيمة بأمريكا. وفي هذا الصدد أوضح رئيس الدولة بأن افريقيا تلجأ بطبيعة الحال الى جاليتها لمساعدتها على رفع التحديات الجسام التي تطرحها تنميتها مشيرا الى ان موضوع وأعمال هذه القمة يستجيب للهموم والانشغالات التي تحدوا القارة الافريقية. وعبر رئيس الجمهورية عن أمله في أن يتوج نقاش هذه القمة بفتح الطريق امام مشاريع وشراكة جديدة تتحلى بالروح التي "تغلب على مبادئ قمة سوليفان وتسير في نفس النهج الذي تسير فيه اهداف التنمية والتكامل في افريقيا". (واج)