الروائي الجزائري؛ الحبيب السائح الذي يعتبر من الروائيين الجزائريين المبرزين على الساحة الروائية الجزائرية والمغاربية، إلى جانب الروائيين الكبار أمثال؛ وسيني، بقطاش، خلاص وبوجدرة، هاهو يجد لنفسه مكانا في المشرق العربي من خلال روايته الجديدة “الموت في وهران”، ليلقى الاهتمام من قبل النقاد المشارقة العارفين بالمشهد السردي العربي، أجرت معه “الجزيرة نت” حوارا، هذه مقتطفات منه. يرى السائح من خلال روايته الجيدة وفي ردّه عن سؤال لإحدى الفضائيات حول عدم انفلاته من محنة التسعينيات، رأى السائح أن ما يدعوه لمقاربة “الإرهاب” هو نطاق المسكوت عنه، وأن روايته “الموت في وهران” تتجرأ على أن تقول بعض ذلك على لسان الشخوص، لأن في تقديره أن يتوجه اهتمام الكتابة إلى ما ترتب من نتائج نفسية مؤلمة. كما رأى السائح أن ما اصطلح عليه “بالإرهاب” لم يعد شأنا جزائريا، بل ذاقت كل الشعوب من كأسه. أما عن كتابته بلغة مفارقة، فرأى ذلك يعود لإدراكه أن الرواية الأدبية تتطلب بلاغة وقاموسا مختلفين عن السائد. كما أكد الروائي الجزائري الحبيب السائح أن ما يكتبه هو جزء منه، لهذا هو يصبغ على أعماله الروائية “خلاسية”، وفي ذهني مفهوم “المولَّد” حتى أدخل القارئ في عالم النص من داخله. كما أكد الحبيب السائح لسائله أنه لا يناضل من أجل لغة عربية في مواجهة لغة أخرى، لأن للجزائر خصوصية ثقافية ولغوية مختلفة عن باقي البلدان العربية، إنما يراهن على الكتابة بلغة مفارقة لإدراكه أن الرواية الأدبية تتطلب بلاغة وقاموسا مختلفين عن السائد وعن كل موضوع إلى غيره. وعن عودته للنشر في المشرق العربي لأزمة قراءة في الجزائر، أرجع الروائي الحبيب السائح سبب ذلك إلى انعدام شبكة توزيع في الجزائر حاليا، وانفصال المدرسة والجامعة، كما يصدر من إنتاج أدبي، وغياب مطلق لترقية الكتاب من دور النشر نفسها، مع عزوف الإعلام عن متابعة الصادر بالتقديم المحترف. أما من جانب ترجمة أعماله الروائية إلى اللغة الفرنسية، فقد أرجع الحبيب السائح سبب ذلك لأهمية المقروئية “المفرنسة” في الجزائر، لتقاليدها مع الرواية خاصة، غير أني أحس أن هناك “لوبيا” يمنع انتشار الأعمال المترجمة، لأنها أقوى غالبا مما يكتبه حاليا الجزائريون بالفرنسية، وحتى لا تزاحم غيرها من المكتوب بالفرنسية.