إن الزائر لبلدية عين البنيان، يلاحظ وجود عدد كبير من البنايات القديمة والهشة المطلة على الواجهة البحرية، مثلما لاحظناه في الجولة الاستطلاعية التي قادتنا إلى الشوارع العتيقة، حيث انتقد سكانها، وبالأخص سكان البنايات الواقعة بشارع ضيف الله مليكة، شارع 8 زغرور وكذا شارع 14 فيكتور هوغو، عدم إيجاد حل لهم من طرف السلطات المعنية، خاصة أنهم يعيشون في بنايات آيلة للسقوط منذ سنوات طويلة، مطالبين إياها بضرورة الإسراع لترحيلهم إلى سكنات لائقة، بعيدا عن الخطر الذي يهدد حياتهم. وفي معاينتنا للبنايات القديمة بحي سكوتو الموجود على مستوى المنطقة المعروفة ب»الصخور الكبرى»، وجدناها في حالة جد متهرئة بالنظر إلى جدرانها المشققة وشرفاتها شبه المنهارة، مشكلة خطرا حقيقيا على قاطنيها بالسقوط في أية لحظة، ولعل الأمر الذي زاد من تخوف الشاغلين تساقط بعض الأجزاء من الشرفات في كل مرة، حسب ما صرح به بعض المواطنين ل«المساء»، آملين أن تلتفت الجهات المسؤولة إلى وضعيتهم. وحسب شهادة بعض العائلات القاطنة في العمارة المتواجدة بشارع 14 فيكتور هوغو الذي لا يفصله عن مقر بلدية عين البنيان إلا شارع واحد فقط، فرغم وجود لافتة، منذ 10 سنوات، تحذر المارة من أن البناية مهددة بالسقوط، ورغم دراية المصالح المعنية بالوضع الذي يعيشه قاطنونها، إلا أنها لا تزال تتماطل في تسوية أوضاعهم، معربين عن خوفهم من انهيار البنايات فوق رؤوسهم في أية لحظة، محملين إياها المسؤولية الكاملة في حال حدوث أي مكروه. وأعربت ثلاث عائلات قاطنة بالبناية المتواجدة على مستوى شارع ضيف الله مليكة، عن قلقها إزاء الأخطار التي تتسبب فيها الرطوبة، مسببة لهم مختلف الأمراض، على غرار الربو والحساسية، وفي ظل هذه الأوضاع، يناشد قاطنو هذه البنايات مجددا المجلس الشعبي البلدي تجسيد الوعود التي قطعها خلال الحملة الانتخابية الفارطة، وأخذ مشكلتهم محمل الجد. وفي رد البلدية على انشغالات المواطنين المطروحة، اعترف من جهته السيد كمال عزو، نائب الرئيس المكلف بالبناء والتعمير، بوجود عدة بنايات آيلة للسقوط، أدرجت ضمن السكنات المصنفة في الخانة الحمراء، مشيرا إلى الخطر الذي تشكله على حياتهم. وفي نفس السياق، أكد نفس المسؤول أنه تم مراسلة مديرية الأشغال العمومية لولاية الجزائر مباشرة بعد بداية العهدة المحلية، مضيفا أنه تمت الموافقة على طلبهم فيما يخص تهديم البناية الكائنة على مستوى شارع 14 فيكتور هوغو، وهم في انتظار الشركة المختصة في تهديم البنايات الهشة، يقول محدثنا، مع إدراج سكانها ضمن السكنات الاجتماعية التي ستستفيد منها البلدية عن قريب. واستنادا إلى تقرير مصالح هيئة المراقبة التقنية للبناء «سي تي سي»، فإن البنايات الموجودة بشارع 8 زغرور وشارع ضيف الله مليكة، إلى جانب عمارة بحي سكوتو، مهددة بالانهيار في أية لحظة، يوضح محدثنا، إذ صنفت هذه الأخيرة في الخانة الحمراء، وفي هذا الصدد، أكد السيد كمال عزو أن هيئتهم راسلت ديوان الترقية والتسيير العقاري على مستوى ولاية تيبازة، مشيرا إلى أنهم ينتظرون الرد من طرف ولاية الجزائر، لإيجاد حل والتكفل بالعائلات القاطنة بهذه العمارات في أقرب وقت ممكن. وركز نفس المسؤول على ضرورة الإسراع في ترحيل السكان المتضررين إلى سكنات لائقة، مشيرا في نفس الوقت إلى أنه سيتم إدراجهم في إطار برنامج إعادة الإسكان الذي باشرته ولاية الجزائر قائلا: «ستستفيد البلدية من مشروع للسكن الاجتماعي، إضافة إلى بعض الحصص من السكنات التساهمية، لتلبية طلبات السكان والقضاء على مشكل البنايات المهددة بالسقوط نهائيا».