عاد فريق شباب قسنطينة عشية أمس الأول، من وهران بنقطة ثمينة في المقابلة التي جمعته بالمولودية المحلية لحساب الجولة الخامسة من بطولة الرابطة المحترفة الأولى، حيث إن النتيجة التي افترق عليها الناديان ورغم سلبيتها من ناحية الأهداف، إلا أنها خدمت الزوار بشكل كبير ومكّنتهم من اعتلاء صدارة الترتيب بعد تعثر الملاحقين شبيبة القبائل ومولودية العاصمة؛ بتسجيلهما انهزاما أمام شباب بلوزداد واتحاد الجزائر على التوالي. ورغم أن الفريق المحلي فرض سيطرته على مجريات المقابلة التي احتضنها ملعب زبانة خاصة خلال الشوط الأول، إلا أن هذه السيطرة كانت دون فعالية أمام دفاع منظم جدا وفريق تنقّل من عاصمة الشرق إلى عاصمة الغرب من أجل تحقيق نتيجة إيجابية وليس من أجل السياحة. وقد زاد عزم الشباب آلاف الأنصار، الذين غزوا ملعب زبانة وكل شوارع الباهية، في إشارة إلى الدعم القوي الذي يلقاه فريق الشباب من طرف الأنصار الأوفياء، الذين قطعوا في مدة أسبوع أكثر من 2000 كلم بعد التنقل إلى الساورة ببشار في الجولة الفارطة، ثم إلى وهران في الجولة الخامسة. الشباب الذي تنقّل إلى وهران منقوصا من 5 لاعبين أساسيين، كاد أن يعصف بمجهودات أشبال المدرب سوليناس بعدما حبس بولمدايس أنفاس المحليين في ربع الساعة الأولى من الشوط الثاني عقب انفراده بحارس الحمراوة، الذي أنقذ مرماه من هزيمة كان من شأنها أن تزلزل الأرض من تحت أقدام زملاء عواد. وتحكّم الفريق الضيف في زمام الأمور مع مرور الوقت، خاصة بعد دخول اللاعب الدولي السباق ياسين بزاز، الذي لم يتدرب سوى مرتين فقط بعد عودته من دبي وفشل صفقته مع نادي دبي الإماراتي، والذي أكد على قدمه وقيمته الكبيرة في الفريق بعدما شكّل إضافة مميَّزة بخبرته الطويلة فوق ميادين الكرة، حيث منح الأفضلية لفريقه في ظل تراجع أشبال سوليناس بسبب الإرهاق بعد المجهود الكبير الذي قدّموه خلال الشوط الأول. من جهته، أكد مدرب شباب قسنطينة الفرنكو إيطالي دييغو غارزيتو، أن فريقه حقق نتيجة حسنة بعدما تنقّل إلى وهران من أجل الحفاظ على ترتيبه في الصدارة، مضيفا أنه راض بنقطة التعادل التي عاد بها من ملعب الشهيد زبانة، خاصة أن فريقه واجه مجموعة قوية تلعب بشكل جيد كرة القدم، معتبرا أن المولودية لها مستقبل كبير في باقي مشوار البطولة، خاصة في حالة ما وجدت حلا لمشكل العقم الهجومي. وأكد العائد مؤخرا إلى الطاقم الفني للشباب المدرب المساعد نور الدين بونعاس، أن مهمة فريقه كانت صعبة جدا بالنظر إلى المردود المقدم من طرف الفريق المنافس، والذي كان يتسم بالتنظيم وباللعب الجيد، معتبرا أن فريقه استطاع رفع التحدي وتحمّل عبء المقابلة، ليضيف أن العودة بنقطة من وهران أمر مهم، خاصة أن الفريق حصد 4 نقاط من خرجتين، وهي نتيجة جيدة حسب بونعاس، الذي اعتبر ريادة فريقه لترتيب الرابطة المحترفة الأولى أمرا مشجعا، لكنه سيصعّب المهمة على الفرق في باقي مشوار البطولة، وسيضع الفريق في أعين جميع الفرق، خاصة أن الشباب لايزال يحافظ على مشوار 21 مقابلة منذ مرحلة الإياب للموسم الفارط وإلى غاية الجولة الخامسة من الموسم الجاري دون انهزام. من جهتها، عادت القوافل التي غزت وهران والتي صنعت أجواء مميزة بالباهية، مباشرة بعد نهاية اللقاء، حيث شد آلاف الأنصار الرحال عبر ال15 حافلة التي نقلتهم عبر الطريق السيار شرق غرب وكذا السيارات الفردية إلى قسنطينة والفرحة تغمرهم، خاصة أن فريقهم لم ينهزم وحافظ على مشوار 21 مقابلة دون خسارة، حيث شكّل الأنصار العديد من المواكب التي صنعت ديكورا مميَّزا رغم تعب الطريق خلال دخولهم إلى قسنطينة في الساعات الأولى من صباح أمس.