تشهد بلديات العاصمة هذه الأيام العديد من الحملات التحسيسية والتوعوية حول أضرار التدخين والتي يؤكد من خلالها مختلف الأطباء والباحثين المؤطرين على ضرورة التكفل النفسي بالمدخنين من خلال توجيه النصائح والارشادات حيث تبين الأرقام أن 15000 جزائري يموتو ن سنويا بسبب هذه الآفة. وفي هذا السياق قدمت البروفيسور حويشات المختصة في الأمراض الصدرية والسل بمستشفى عين النعجة مؤخرا على هامش الأيام الدراسية الجزائرية- الفرنسية حول الأمراض السرطانية الصدرية منحنيات تكشف عن ارتفاع معدل التدخين في بلادنا خاصة في أوساط الشباب، وركزت على عامل الإدمان الذي يذهب ضحيته العديد من الاشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 45 سنة و54 سنة في الغالب، خاصة وأن عامل الاصابة يظل قائما وليس هناك نوعا محددا من العلاج الذي يمكن اتباعه للحد من تنامي الإدمان على التدخين سوى الرغبة الشخصية في الإقلاع مع تناول الكثير من الخضار لمواجهة خطر الاصابة بأنواع السرطان وتحدثت المختصة على ضرورة تشجيع الرغبة الفردية للاقلاع عن التدخين واشعار المدخن بخطورة العودة إليه لأنه يضر بصحته وصحة مجتمعه. وأكدت البروفيسور حويشات على أن العمليات التحسيسية لامفاد منها في حالة الاصابات الخطيرة أين يتطلب تطبيق العلاجات الاولية، وهنا يوجه المريض إلى طبيب أخصائي لتلقي العلاج الذي يطلعه على مختلف الأعراض الناجمة عن التدخين وخطورتها على حياته فمادة النيكوتين لها تأثير مباشر على الجهاز العصبي لذلك فهو معرض للإدمان أو حتى تناول المخدرات مستقبلا. لكن يبقى هناك حق للمريض في كسب ثقافة لدى طبيبه المعالج والتي تحميه من هذه الخطورة مستقبلا، ثم أنه على الطبيب أن يعرض عليه العلاج حتى وان لم يقبل التوقف عن التدخين. وذكرت المختصة بلغة الأرقام أنه يتوقف 000.500 شخص في العالم عن التدخين سنويا، وأنّ 70 من جملة المدخنين يزورون الطبيب سنويا لتلقي فحصا أوليا وتطرقت البروفيسور الى دراسة حديثة في أوروبا تظهر أن 76 من المدخنين لاتكون لديهم نية الإقلاع في الستة أشهر الأولى لأول سيجارة، في حين أن 17 تظهر لديهم نية التوقف بعد 6 أشهر من التدخين. وذكرت حويشات بأن أهم عنصر يمكن أن يعتمد عليه الأطباء هو التكفل الفعلي بالجانب النفسي للمدخن خلال أول استشارة ومنها النصيحة، وفي هذا السياق تحدثت المختصة على ضرورة التكوين لكل الأطباء العامين والمختصين حول أهمية النصيحة في سيرورة العلاج للإقلاع عن التدخين وكذا أهمية اقناع هذا المدخن بالعودة للإستشارة كلما سنحت له الفرصة.