عاد الجمهور القسنطيني، ليلة أول أمس، إلى فضاء المسرح الجهوي ليحضروا السهرة الفنية الثانية ضمن فعاليات المهرجان الثقافي الدولي للمالوف، الذي تحتضنه قسنطينة إلى غاية الرابع أكتوبر الداخل. بعد أن تمتعت العائلات القسنطينية خلال السهرة الأولى بطبوع الموسيقى الأندلسية الثلاثة؛ مالوف وحوزي وغرناطي، أضافت الفنانة التونسية دروصاف الحمداني لمستها المميزة من خلال المزج بين الموسيقى الأندلسية الجزائرية والتونسية. كما حملت الفنانة اللبنانية نادين باروكي الحضور إلى بلد الفن والفنانين، بلد العشق والحب، بلد شجرة الأرز، فكان حضورها مميزا، لتصنع صورة رائعة جدا وهي تضم عودها بين ذراعيها؛ وكأنه طفلها المدلل تحت أنغام الناي والقانون، وهي ترتدي فستانها الرمادي الذي كان يعكس فوق الركح ضوء قويا؛ وكأنه نور القمر. نادين أمتعت الحضور الذواق للفن الأصيل بباقة من الموشحات، منها “لما بدا يتثنّى”، “بلادي أسكرة من روفي اللما” و«بلّغه يا قمر”، وهي المقاطع التي عرفت تجاوبا كبيرا من جمهور مسرح قسنطينة، الذي اكتشف نوعا جديدا من الموسيقى الأندلسية بطابع لبناني. الفنانة اللبنانية لم تستطع المرور على قسنطينة دون أن تهديها بعض تراث السيدة فيروز، كان ذلك بعدما قدّمت “ لو كان قلبي معي” و«تعلق قلبي”، لتنشد “هيلا”، “آخر أيام أليفية” و«نسيم علينا الهوى”، ولم تنس اللبنانية نادين تحية الجمهور الجزائري على طريقتها من خلال تقديم “في يوم وليلة” للفنانة الجزائرية الراحلة وردة.