أكد رئيس نادي أطباء أمراض القلب بقسنطينة، الدكتور كريم قريد، أن مراعاة التدابير الوقائية الخاصة بالأمراض ذات الأخطار الكبيرة، على غرار داء السكري، رسم القلب الإقفاري وارتفاع ضغط الدم الشرياني تعد من بين العوامل الرئيسية لتفادي تعقيدات أمراض القلب التي يواجهها المريض، وفي معظم الأحيان الطبيب المعالج، مضيفا أن 90 بالمائة من المصابين بارتفاع ضغط الدم الشرياني لا يخضعون لمتابعة طبية مناسبة. وخلال اختتام فعاليات الملتقى الوطني الثالث لأمراض القلب، أوضح المتحدث أن أمراض القلب عرفت انتشارا كبيرا في الآونة الأخيرة، إذ تبين الإحصاءات أن نسبة انتشارها بالجزائر بلغت 35 بالمائة، أي ما يعادل تعرض 7 ملايين جزائري للإصابة لارتفاع ضغط الدم الشرياني، وهي نسبة تتجاوز بشكل كبير معدل انتشارها في الدول الغربية، حيث لا تتجاوز نسبة الإصابة به ال 23 بالمائة. وأشار المتحدث إلى أن التكفل الطبي بمرض داء الشريان التاجي الذي يعد من أكثر أسباب الموت الفجائي شيوعا، يبقى دون المستوى مقارنة بالدول الأوروبية، على اعتبار أن 10 بالمئة فقط من ضمن المصابين بارتفاع ضغط الدم الشرياني يخضعون للمتابعة الطبية المناسبة. من جهتهم، دعا المشاركون في تدخلاتهم إلى ضرورة تفادي العوامل الخطيرة المؤدية لبعض الأمراض، مثل السكري، التدخين، البدانة وارتفاع ضغط الدم الشرياني، حيث أكدت الدكتورة بوالصوف من المستشفى الجامعي بسطيف، من خلال دراسة أعدتها حول النوبة القلبية، شملت 800 مريض كانوا ضحايا سكتات قلبية، منهم 305 حالات تعرض أصحابها لجلطة دموية في الشريان التاجي، والمريض هو المسؤول الأول عن تدهور حالته الصحية وتأخر التكفل به، رغم أن واقع التكفل الطبي بالمرضى المصابين بالمتلازمة التاجية أو داء الشريان التاجي يعتبر شبه منعدم، مقارنة بالدول المتقدمة. وطالبت المختصة بضرورة تدارك ما يمكن تداركه من خلال التركيز على تحسيس المواطنين والأطباء العامين، باعتبارهم أول من يلجأ إليهم المرضى بعد شعورهم ببعض الأعراض المقلقة، خاصة بعد ما أثبتت دراستها أن الرجال أكثر عرضة للإصابة بالانسداد الشرياني الخطير من النساء بنسبة 79 بالمئة. للإشارة، نظم الملتقى الوطني الثالث لأمراض القلب الذي احتضنه فندق نوفوتيل نهاية الأسبوع الماضي، من قبل نادي الأطباء المختصين في أمراض القلب بقسنطينة، الذي تأسس منذ أربع سنوات، بغرض تطوير التكوين الطبي المتواصل في مجال طب أمراض القلب وتبادل الخبرات بين الأطباء من داخل وخارج الوطن، وقد جمع اللقاء أزيد من 250 طبيب قلب وأطباء عامين، من بينهم جزائريان يعملان ببروكسل وباريس كخبيرين في أمراض القلب التداخلية واضطراب نبضات القلب.