أكدت السيدة خليدة تومي، وزيرة الثقافة، أول أمس، لدى حضورها حفل تقديم كتاب "مذكرات مكافحة في جيش التحرير الوطني"، للمجاهدة زهرة ظريف بيطاط، بالمتحف الوطني للفنون والتقاليد الشعبية، أن عملية ترميم مباني القصبة ستنطلق قريبا، يسبقها لقاء يجمع إطارات وزارة الثقافة وولاية الجزائر، يعقد الأسبوع القادم. واستغلت الوزيرة المناسبة لتشكر والي العاصمة الجديد، السيد عبد القادر زوخ، الذي بدا جد متعاون ومقتنع بالمشروع الذي سينطلق في ظرف عشرة أيام على أقصى تقدير. وتشمل العملية في البداية ترميم البيوت والأحياء التي دمرها الاستعمار أثناء الثورة منها مثلا ما دمره الجنرال ماسو حين فجر المبنى الذي كان يضم الشهداء حسيبة بن بوعلي وعلي لابوانت وعمر الصغير علما أن التدمير استهدف حيا بكامله. وأشارت السيدة الوزيرة أيضا إلى أنه سيتم تحديد القطع الأرضية الشاغرة بالقصبة خاصة تلك التي دمرت أثناء الاحتلال ثم الشروع في عملية إعادة البناء طبقا لخصوصيات الهندسة المعمارية المحلية وبكفاءات جزائرية ذات ثقة أثبتت جدارتها في عمليات ترميم جرت في عدة مواقع عبر الوطن، كما سيتم التعاون مع جمعيات شبانية خاصة تتكفل بجمع الحصى والفضلات طيلة مدة الأشغال.أما فيما يتعلق بترميم البيوت من الداخل وترميم بعض تلك التي كانت مراكز للتعذيب فإن الأمر يتطلب ترحيل العائلات، علما أن الديوان الوطني لتسيير استغلال الأملاك الثقافية كان قد تقدم لدى ولاية الجزائر بتوفير 514 وحدة سكنية مؤقتة و793 نهائية لفائدة سكان القصبة وذلك تحسبا للأشغال، في هذا الصدد أطلقت الوزيرة النار في وجه المستغلين لموضوع القصبة من أجل تحقيق مصالحهم خاصة فيما يتعلق بالسكن، إذ أكدت أن الدولة سبق وأن خصصت "كوطة" مهمة من السكنات لفائدة سكان القصبة. وعادت الوزيرة بالحضور إلى تاريخ القصبة الذي يعود إلى 2000 سنة خلت وما يحمله ذلك من تراث مادي ولامادي كما أنها توقفت عند الدمار الذي ألحقه الاستعمار بهذه المدينة منذ دخوله وتدميرها لصالح المدينة الأوروبية. للتذكير، فإن مخطط الترميم تمت المصادقة عليه سنة 2012 والجزء الاول منه ينجز هذه السنة.