لازالت حالات الاختناق بالغاز في تزايد مستمر و تحصد العديد من الأرواح في هذه الفترة بسبب الانخفاض الكبير لدرجات الحرارة، حيث عرفت حالات الاختناق بأول أكسيد الكربون خلال السنوات الأخيرة بقسنطينة ارتفاعا كبيرا بعد أن سجلت مصالح الحماية المدنية تدخلات وصفتها بالمرتفعة، ففي ظرف شهر نوفمبر الجاري فقط سجلت المصالح 05 حالات اختناق بالغاز بكل من بلدية أولاد رحمون و المدينة الجديدة علي منجلي، حيث أرجعت ذات المصالح السبب الرئيسي للاختناق إلى وسائل التدفئة، ما أسفر عن تسجيل حالة وفاة بعد تعرض الضحية البالغة من العمر 50 عاما للاختناق، فيما تم إسعاف الحالات الأربع الأخرى و المسجلة بالمدينة الجديدة علي منجلي التي كانت من عائلة واحدة تقطن بالوحدة الجوارية رقم 09. وأرجعت تقارير الحماية المدنية وفاة الأشخاص الى لامبالاة المواطنين و سقوطهم في فخ الأمان لوسائل التدفئة بالدرجة الأولى، إلى جانب انعدام الرقابة الدورية على شبكات توصيل الغاز المثبتة في المنازل رغم انطلاق الروائح التي تنذر بحصول الكارثة و التي يدفع فيها البعض أرواحهم ، زيادة على مشكل غياب التهوية في الشقق و الذي يعد السبب الرئيسي لمعظم الحوادث التي صنعت الماسي خلال الآونة الأخيرة بعاصمة الشرق، مع عدم تنظيف المداخن الطاردة للغازات والاستعانة باشخاص غير مختصين لربط أنابيب الغاز وانعدام التهوية داخل الشقق وكذا عدم مراعاة الطريقة الصحيحة لتنظيف المدافئ القديمة منها أو الجديدة. مسؤول خلية الإعلام بمديرية الحماية المدنية أكد وجود أسباب أخرى في الحوادث على غرار انسداد المداخن وأجهزة التدفئة والسخانات المقلدة أو المركبة من طرف أشخاص غير مختصين، حيث كشفت الإحصاءات المقدمة أن 11 شخصا لقوا حتفهم السنة الفارطة عقب حوادث الاختناق بأول أوكسيد الكربون بعد أن سجلت ذات الصالح 72 تدخلا أسفر عن إسعاف 102 مواطنا وهو الرقم المرتفع مقارنة بسنة 2011 و التي لقي فيها شخصين فقط مصرعهم بعد 39 تدخلا. لتبقى حالات الاختناق في ارتفاع بالرغم من حملات التحسيس بالأخطار الناجمة عن استخدام الغاز الطبيعي كل مطلع شهر أكتوبر من طرف مصالح الحماية المدنية بالتنسيق مع مؤسسة التوزيع للكهرباء والغاز ، وقد مست عديد الندوات الأحياء الجامعية ومراكز التكوين المهني و أزيد من 1000 منزل بالمدينة الجديدة لاسيما بالوحدات الجوارية التي تضم العديد من الأسر التي تم ترحيلها مؤخرا بعدما عاشت في أحياء قصديرية .