يحاول المدرب الوطني وحيد حليلوزيتش الاستمرار في واقعيته المعهودة كلما تعلق الأمر بحدث رياضي يهم المنتخب الجزائري، فلم يبد ابتهاجا كبيرا، رغم أن عملية القرعة لكأس العالم أوقعتنا في مجموعة متكافئة ولم يظهر طموحات كبيرة، لكنه لم يقلل من حظوظ "الخضر" في المونديال البرازيلي، لأن التجربة التي يجرها وراءه كلاعب ومدرب تفرض عليه تفادي الدخول في متاهة الطموحات غير المنطقية. رغم التباين في المستوى والقوة بين المجموعات الثماني المشاركة في هذا المونديال، سارع حليلوزيتش إلى التأكيد على أنه لا يوجد منتخب قوي وآخر ضعيف على هذا المستوى من المنافسة العالمية الكروية، ومما لا شك فيه أنه أراد من خلال هذا الكلام، القول بأن عنصر المفاجأة لم يعد عاملا تغفل عليه المنتخبات الكبيرة لما تواجه منتخبات صغيرة، عكس ما حدث في عدة دورات سابقة لكأس العالم، ولنا أن نستدل بمثالين في مجال المفاجآت وهما: انهزام منتخب إيطاليا في دورة 1966 بإنجلترا أمام كوريا الجنوبية التي كانت في تلك الفترة غير مهتمة كثيرا بكرة القدم، مع انهزام ألمانيا أمام الجزائر في دورة 1982 بإسبانيا. واتضح أن حليلوزيتش رفض من خلال تصريحاته وضع المنتخب الجزائري من بين المرشحين للبروز في موعد البرازيل، وحذا حذوه بعض لاعبينا الدوليين الذين أكدوا قائلين: "المجموعة الثامنة تبدو من خلال تركيبتها متوازنة مقارنة بالمجموعات الأخرى، لكن لا يمكن الإغفال أن فيها منتخبات لا يمكن الاستهانة بقوتها". لا شك أن حليلوزيتش يجد في تصريحات المدربين لمختلف المنتخبات الكثير من المخادعات والمغالطات في تقييمهم مستوى الفرق المشاركة في كأس العالم 2014، ودفع به الأمر في اتصالاته الأخيرة مع زملاء بوقرة إلى تحذيرهم من هذه التقييمات، لافتا إلى أن التحضيرات الجيدة هي التي تحدد حظوظ كل منتخب في دورة البرازيل، فبالنسبة إليه المستوى الكروي عبر العالم عرف تطورا كبيرا، مما يعني أنه ليس هناك منتخبا قويا وآخر ضعيفا. لكن رغم واقعيته في تحليل الأوضاع، فإن التقني البوسني يدرك حجم الطموحات الموجودة لدى الشعب الجزائري الراغب في رؤية منتخب بلده يذهب بعيدا في أكبر عرس كروي عالمي، ولا شك في أن "هيستيريا" الأنصار هي التي تقلق حليلوزيتش لأنها تضع ضغطا قويا على رؤوس لاعبينا، مثلما حدث في دورة كأس أمم إفريقيا الأخيرة بجنوب إفريقيا 2012 التي انتقل إليها الفريق الوطني في ثوب المرشح بقوة لنيل لقب الدورة، لكن حدث العكس وخرجنا برؤوس مطأطأة بسبب الأخطاء الكثيرة التي تسبب فيها المدرب حليلوزيتش، اللاعبون وحتى الاتحادية، وسيسعى المدرب الوطني إلى حفظ الدرس من تلك التجربة المرة التي لا تزال تحرجه كلما ذكره بها الصحفيون إلى درجة أنه قال في أحد تصريحاته بأن الأنصار الجزائريين ليس لهم حدودا في تعليقاتهم عندما يتحدثون عن منتخبهم. بالإضافة إلى تفادي الغرور قبل التنقل إلى البرازيل، ويريد حليلوزيتش من لاعبيه أن يكونوا مستعدين بنسبة كبيرة من الجانب البسيكولوجي، لأن أغلبيتهم تشارك لأول مرة في نهائيات كأس العالم.