الخبراء ينوّهون بالتجربة الجزائرية كأرضية عمل لتبادل الخبرات نوّه خبراء من المجلس العالمي للمياه والمعهد الأورومتوسطي للمياه أمس، بالخبرة الجزائرية في تجنيد المياه والتطور الذي عرفته عملية تحلية مياه البحر والتحويلات الكبرى ما بين السدود والمدن الداخلية، ليتم دعوة الجزائر خلال الورشة الجهوية حول التحويلات الكبرى للمياه للدول المطلة على البحر المتوسط؛ لعرض تجربتها على باقي الدول، على أن تكون أرضية عمل للمعهد الأورومتوسطي في مجال البحث، واقتراح الحلول الكفيلة بمساعدة الدول على التأقلم مع التغيرات المناخية من جهة، وإيجاد موارد جديدة لإنتاج المياه. وأشارت مديرة المعهد الأورومتوسطي للمياه السيدة ميلاغرو كوشود في كلمة افتتاحية للورشة التي احتضنتها الجزائر، إلى أهمية التحويلات الكبرى للمياه كحل إيجابي لإشكالية ندرة الموارد المائية التقليدية، مؤكدة مسعى المعهد لجمع أكبر قدر ممكن من المعارف وإدماج التكنولوجيات الحديثة لتطوير مجال تحلية مياه البحر والمياه الجوفية؛ لتدعيم الدول المطلة على البحر المتوسط بتجارب ناجحة، تسمح لها بضمان مياه الشرب للسكان. وبالنسبة للتجربة الجزائرية في مجال تجنيد المياه، أشادت السيدة ميلاغرو بنوعية الاستثمارات والاستراتيجية المحكمة التي تبنّتها وزارة الموارد المائية خلال ال 15 سنة الفارطة، مما سمح لها باحتلال الريادة في مجال تحلية مياه البحر وأنظمة تحويل المياه. من جهته، أكد الأمين العام للمجلس العالمي للتحويلات الكبرى السيد ميشال دو فيفوا، أن الجزائر تمكنت من إيجاد أحسن الحلول لضمان تقسيم عادل للثروة المائية؛ من خلال الربط ما بين السدود، مشيرا إلى أن المجلس يحصي أكثر من 50 ألف سد من الحجم الكبير عبر العالم، تضمن 30 بالمائة من طلبات السكان من مياه الشرب. ونظرا لأهمية التقنية الجديدة، أعد المجلس - يقول ميشال دليلا لكل الدول الراغبة في الاستفادة من التقنيات الحديثة في مجال أنظمة التحويلات، خاصة مع توقع تضاعف الطلب على الكهرباء والماء في حدود 2050، وعليه وجب التفكير في أنسب الحلول لعقلنة استغلال المياه. كما صنّف الرئيس الشرفي للمجلس العالمي للمياه السيد لويك فوشون، الجزائر ضمن الدول الرائدة في مجال توفير مياه الشرب بعد تطوير قدراتها في التخزين ورسكلة المياه، داعيا القائمين على قطاع المياه إلى التفكير في إطلاق مشاريع لتحويلات ذكية، تتماشى والطبيعة الجغرافية للمنطقة والمعطيات الهيدروليكية، التي يجب أن تتماشى وطاقات التخزين والتوزيع والتطهير. ونظرا لكون قطاع المياه استراتيجيا لأنه مرتبط بعدة قطاعات يقول السيد لويك وجب اعتماد أنظمة تسيير محكمة، تساعد الحكومات على توفير المياه لكل من قطاع الفلاحة والصناعة بالكميات والنوعية المطلوبة، من دون التأثير على طلبات مياه الشرب، لذلك اقترح ممثل المجلس العالمي للمياه على الخبراء، إنشاء حلف للدول التي تقع في المناطق شبه الجافة، لتسهيل تبادل الخبرات، مع اقتراح ميثاق للأمن المائي فيما بينهم، يسمح لهم بإيجاد حلول مشتركة لمشاكل مشتركة. وبمناسبة احتضان الجزائر للقاء الذي يدوم يومين، تعهّد وزير الموارد المائية السيد حسين نسيب، بوضع التجربة الجزائرية تحت خدمة الخبراء ودول البحر الأبيض المتوسط، منوّها بأهمية الورشة التي تفتح المجال لمناقشة عدة نقاط، والاطلاع على تجارب الدول المشاركة، داعيا الخبراء إلى استغلال التجربة الجزائرية، لتكون أرضية لتبادل المعارف والخبرات، خاصة في مجال التحويلات الكبرى للمياه؛ سواء بالنسبة للسدود والأنظمة العصرية لإنتاج وتوزيع المياه بين عين صالح وتمنراست. وفي هذا الإطار، كشف ممثل الحكومة أن المخطط الخماسي المقبل "2015 /2019"، سيهتم بالرفع من عدد التحويلات ما بين السدود الكبرى، مع إنجاز عدد معتبر من السدود الصغرى لتجنيد أكبر قدر ممكن من المياه، بالإضافة إلى الاهتمام بترقية التسيير الإداري لمختلف المرافق، وفق المقاييس العالمية.